كتاب الفلسفة الجديد بين الإيجابيات والسلبيات

كتاب الفلسفة الجديد بين الإيجابيات والسلبيات
بقلم: أ.باسل الزير

” إذا كان ثمة أناس يعيشون من الفلسفة ، فإنني قد اخترت أن أعيش للفلسفة”
الفيلسوف شوبنهاور
ليس في الحياة أروع من أن تكون هوايتك هي حرفتك، ولا ألذ من تعمل وأنت تحب عملك ،فقد عشت 20 سنة وأنا أعمل للفلسفة ولا أزال طالبا فيها متعبدا في محرابها تلميذا صغيرا في مدرسة الحكمة….
فمن منا وصل إلى الحقيقة الكاملة؟؟ ،ومن منا حل ألغاز الحياة الكامنة؟؟
فمادام هناك سؤال وتساؤل وتفكير فحتما هناك فلسفة ، ” فالفيلسوف رجل سالك هيهات أن يصبح يوما واصل ” فما انفكت الأسئلة كثيرة والأجوبة قليلة” فالأجوبة عمياء وحدها الأسئلة ترى ” كما يقول شيخ الفلسفة سقراط .
وشرف العلم بشرف المعلوم ، والفلسفة تسمى أم العلوم ، وتعالج أهم جزء في عضو الإنسان الذي هو العقل ، الذي به يتميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية. وللفلسفة دور بارز في نهضة الشعوب إذا يقاس تقدم الأمم على مدى تحقق كفايات المقرر الفلسفي في حياتها. لذلك تجد أنه كلما كانت مواد التفكير الفلسفي موجودة في مقررات التعليم كلما زاد مستوى المتعلمين فكر وعملا وسلوكا وإنتاجا. وكتاب الفلسفة جاء رغبة في ربط المقرر بمنهج الكفايات الجديدة الداعية لاستثارة التفكير لدى المتعلمين والمتعلمات على سواء ،وليس مادة جافة علمية تحفظ وتلفظ ، بل جاءت لتستثير عقل المتعلمين وتربط المادة في الحياة المعاشة عبر تنوع الأنشطة الحياتية فيها وتعزيزا لدور الفلسفة في حياتنا ومعاشنا وفكرنا.
وقد جاء الكتاب عبر 5 فصول ..الفصل الاول: في مفهوم الفلسفة وأهم مباحثها واتجاهاتها والفصل الثاني: في أنواع التفكير ووظائفه وأسسه واهم حججه ومغالطاته المنطقية .الفصل الثالث: في الأخلاق والرابع في الأخلاق التطبيقية وجاء الخامس: في علم الجمال.
وأكثر ما يميز هذا الكتاب عن بواقي كتب الفلسفة التي سبقته أنه مليء بالأنشطة التطبيقية الحياتية التي جعلت من المادة الفلسفة مهارة أكثر منها معلومة ، وتطبيقا أكثر منها تحفيظا. وتعزيزا لمهارات التفكير أكثر منها من عرض لتاريخ التفكير.وهذا ما كنا ننادي به في سالف الأيام بقولنا : إن ليس من مهام المعلم إعطاء المعلومات فقط ، ولكن تحويل المعلومات إلى قيم ومهارات واتجاهات وأسلوب حياة .الذي تمخض في الأخر إلى منهج وطني يسمى “الكفايات” .وقد ساهمت بعرض لوجهات النظر للمؤلفين عبر ما قدمته خلال سنوات عملي في الميدان بمشروعين لإصلاح كتاب الفلسفة عرضتها على القائمين عليها خلال 15سنة الماضية .
وكانت كالتالي : إدخال المغالطات المنطقية – ومهارات التفكير الناقد – وتعزيز الأنشطة الحياتية للمواقف الفلسفية- والتعامل مع نصوص فلسفية وإدخال الأنشطة التفكيرية – والتوسع في أفكار فلاسفة الإسلام- مع الإبقاء والتوسع في المنطق عبر إضافات في المنطق الإسلامي .
فتم أخذ بعضها من قبل مؤلفي الكتاب وأهمل الباقي!!
و ” لكل شيء إذا ما تم نقصان ” وأية ذلك ما سمعناه من ألسنة المعلمين والمعلمات حول بعض المثالب على الكتاب. وللأسف كان حريا على القائمين على الكتاب أن يمكنوا معلمي الفلسفة من إبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم للكتاب الجديد، وأن يجتمعوا مع أهل الميدان ، فّإذا كنتم قادرين على الإتيان بهم في أيام الاختبارات نهاية العام، فليس بدعا أن تجمعوهم وتضيفوا إلى عقولكم عقولا أخرى في هذا الكتاب الجديد. علما أن هناك من عنده خبرة وفيهم من أطلع على مناهج متنوعة وتجارب مختلفة للكتب الدراسي في البلدان العربية.وما خاب من استشار .
وكانت ملاحظاتهم هي كالتالي :
إلغاء فصل المنطق كليا وهو أهم ما يميز مقرر الفلسفة. بل الفلسفة بلا منطق لا تسمى فلسفة. فإذا كان تعلم اللغة العربية بلا دراسة النحو يعد خطئا فالفلسفة بلا منطق تعتبر خطيئة. و علماء المسلمين تقبلوا المنطق بقبول حسن وردوا الفلسفة وفندوا بعض أفكارها .لكن لم يردوا على المنطق الأرسطي !! بل جعلوه أساسا منهجيا لجميع العلوم .ولذلك قال حجة الإسلام الغزالي : من لم يدرس المنطق فلا ثقة بعلمه .
إلغاء كثير من فلاسفة الإسلام العظام كابن خلدون والغزالي وابن سينا والفارابي والاكتفاء بفقرة مقتضبة عن ابن رشد وهذا إجحاف في فلاسفتنا الأجلاء!!
إلغاء دور الفلاسفة العظام كأفلاطون وسقراط وأرسطو الذين ظلت أفكارهم علما يدرس ولأكثر من ألف عام. وما أفكار الفلاسفة المحدثين إلا صدى لأفكارهم.
عدم وجود نصوص فلسفية للفلاسفة يتعامل معها الطالب ويتعرف بها عن قرب على الأساليب الفلسفية كما هي المعمول بها في المغرب ومصر وغيرها من مناهج الفلسفة.
إلغاء علم الكلام وفلاسفته، كالأشاعرة والمعتزلة والصوفية التي لا تزال قضاياهم تطرح على مائدة الإعلام والفضائيات حتى هذا الوقت. وآية ذلك ما شهدنا مؤخرا من مؤتمر الأشاعرة ضد متطرفي ظواهر النصوص .فهذه الأفكار حاضرة محتشدة لدى الشارع الإسلامي المعاصر.
هذا غيض من فيض . لكن حجم المقال يدعونا لاقتصار على أهم النقاط .
باسل الزير الموجه الفني للدراسات الفلسفية baselalzeer@Twitter

عن moalem

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

تعليق واحد

  1. اشكرك على هذا الطرح الراقي لنقد كتاب اقل ما يقال عنه انه لا علاقة بالكفايات ولا حتى الطفايات والدفايات
    وكنت اود ان يسهب الكاتب الاكثر الا انه كان متخفظا مراعاة لمشاعر زملائه
    الغريب في الكتاب ان الانشطة المصاحبة لاعلاقة لها بالفلسفة بل بصفحات التسلية في الصحف وقد يكون راحعا لعدم تمييزهم بين نشاط فكري استنباطي واستدلالي وبين حل الشبكات المتقاطعة
    كما ان الكتاب فقير ومبهم جدا في المعلومة ولا تعطي مجالا للابداع
    الكتاب سيء اخراحيا وفنيا
    الكتاب ليس فقط مبهم للطالب لكنه كذلك للمعلم الذي اكتشف ان هناك فلسفة اخرى لم يدرسها من قبل
    كما بقال الجواب باين من عنوانه كذلك كتاب الفلسفة فمن قصة طاليس المغلوطك والاسئلة عليها نعرف حجم الخلل…
    لعل ماركس كان محقا عندما الف كتاب “بؤس الفلسفة” ..هذا ما نسميه بؤس الفلسفة
    واعتذر للصراحة والاخطاء المطبعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.