بقلم الأستاذ حمد السهلي
كان للمعلِّمين فيما سلف، على قلّتهم، الدورُ الكبير في نشأة الحياة البرلمانية في الكويت؛ إذ كانوا على رأس المطالبين بوجود الديمقراطية مع أهلهم النواخذة والتجار فى الستينيات لكنّ مساعيَهم قوبلت بالرفض حينذاك واستمرت المطالبات إلى أن تولى الشيخ عبد الله السالم الصباح -رحمه الله – مقاليد الحكم؛ فأيد المطالب، وأنشأ أول مجلس برلماني، إضافة إلى وضع دستور يحكم العلاقةَ بين الحاكم والمحكوم ، ومنذ ذلك الحين، والكويت تنعم بهذه التجربة الديمقراطية؛ فمرّت مجالسُ نفتخر بها، رفعت اسم الكويت عاليًا، ومرت مجالسُ أخرى الله المستعان دون ذاك.
قد يقول قائل:وما علاقة المعلم بالانتخابات والمرشحين ؟
نقول: إن بناء الوطن ورخائه وتطوره مرتبط ويتأثر بالعقليات التي تصل إلى قبة البرلمان، والعملية التعليمية في المقام الأول بهذا التأثر لذا يجب ألا يصلَ إلا المثقّفونَ أصحابُ التفكير السليم، الذين يراعون الله في أنفسهم وفي بلدهم، وهم قلّة نادرون، لكنْ باختيارنا يصبحون أكثريةً بإنجازاتهم للبلد، وما نشاهده اليوم بإن الساحة ضمت الكثير الكثير مما لا نعرف ، والبعض نعرفه حق المعرفة ونعرف منهجه ، لذلك فلتكن لنا نحن المعلمين الكلمة الأولى بعيداً عن القبلية والطائفية ولنمسك بيد من ضيع الجادة ونعيده إليها فاليوم القرار بأيدينا وغداً القرار بإيديهم .
ختاماً نقول: على قدر العقول الراقية في أي بلد، والتي تصل إلى سدّة القرار، يتحدد التقدم والازدهار لذلك البلد.
اجعلوا هاشتاقًا خاصًّا بالمعلمين، تعبِّرون فيه يا أصحابَ العقولِ النيرة عن أن ضمائرَكم الحيةٌ التى لا ترضى إلا بالأصلح :
#المعلم_لن_يختار_إلا_الأصلح
ولنكُنْ مشاعلَ نورٍ للجميع، تسيِّرُنا عقولُنا لا عواطفُنا. ولنكُنْ، نحن المعلمينَ، النخبةَ التي ترجِّح كِفةَ الصالحينَ على غيرهم؛ فالبلد لا يحتمل مزيدًا من النزف ، وإكرام الكويت لا يكون إلا بأختيار من يكرمها ويكرم أهلها وإلا فلا نندب حالنا وحال بلدنا.