ضربت وزارة التربية موعداً دون سابق إنذار مع سيل من الانتقادات بسبب المنهج الوطني و فلسفة التعليم الجديدين ، و هو مبرّر بسبب ضبابية المطلوب من الفلسفة الجديدة التي أدت الى عدم وضوح المشهد التعليمي مع العلم بوجود زملاء أكفاء من الميدان واصلوا الليل بالنهار في العمل على إنتاج المنهج الوطني.
و السبب الرئيسي من وراء هذا الكم من الانتقادات نابع من عدم معرفة متطلبات النظام الجديد لدي شريحة كبيرة و – أنامنهم – و دور كل من له علاقة في العملية التربوية في هذا النظام و هذا ما غفل عنه القائمون على التعليم عنه وعلى جميع الأصعدة .
فما نما الى علمنا تحويل النظام التعليمي من فلسفة الحفظ و التلقين في النظام القديم منذ قدم تاريخ البشرية إلى نظام التعليم المعتمد على التفكير الإبداعي و بناء شخصية مستقلة تعتمد على نفسها باستقصاء المعلومة و البحث بما تراه مناسباً لاكتسابها .
و نقلة كبيرة من هذا النوع تحتاج أمور كثيرة حتى تهضم والتي من أهمها تهيئة الشارع لاستقبال هذا التغير الهائل بالوسائل المرئية و المسموعة و عبر وسائل التواصل الاجتماعي و لا يمنع اشراك القطاع الخاص بتوضيح أثر الفلسفة الجديدة و مردودها على المجتمع و هذا يكون متزامناً مع توعية و جاهزية طرق التدريس و الوسائل الجديدة المستخدمة من قبل التواجيه الفنية المختلفة للمعلمين.
و السبب الآخر الذي لايقل أهمية عن الأول للاستعجال الغير مبرر في تطبيق الفلسفة الجديدة الذي عمل على ربكة لعدم معرفة آلية التقويم و تنفيذ الأنشطة و التحضير و غيرها من الأمور الفنية التي يعاني منها غالبية الكوادر التدريسية في المواد المختلفة بسبب هذا الاستعجال في التطبيق.
التغيير صفة محمودة و مواكبة التطور غاية راقية و الأهم اشراك أهل الميدان بجانب أولياء الأمور في أي تطور قبل حدوثه لأنهما هما من يحمل الوزر الأكبر و تكون الضحية أبنائنا.
على الهامش : يجتمع القائمون على التعليم في فنلندا قبل تطبيق أي مستجد تربوي مع مجالس الآباء في المحافظات المختلفة و ذلك لكي يقللوا من نسبة الضياع المُحتملة التي سوف تصاحب هذا المستجد.