المدرسة .. ذلك الصرح الذى بدأ يفقد بريقه بقلم: أ. حمد السهلي

 

المدرسة تلك المؤسسة الاجتماعية التى يقوم العاملون بها بجهود ونشاطات لتهيئة الجو للعملية التعليمية لكى تحقق أهدافها ، يشرف على هذه المؤسسة إدارة مدرسية تنفذ توجيهات وسياسات وزارة التربية ويُفترض بأن تلك السياسات لا تصل للميدان إلا بعد تخطيط ودراسة مستوفية وتجربة مقنعة .

مدارس اليوم ليست كمدارس الأمس ، ففى الأمس كانت المدرسة آمنة مطمئنة تهدف لتسيير شؤون العلم والتعلم والمحافظة على النظام والمبنى المدرسي وتجهيزاته ومتابعة وصول المعلومة للطالب ، أما اليوم فقد تم تشويه الصورة الجميلة للمدرسة حتى أصبحت الشغل الشاغل للمجتمع وحقلاً للتجارب بشتى أنواعها.
لم نكن قبل سنوات قليلة مضت بهذا التخبط حتى مرت علينا رياح التغيير ، ونحن مع التغيير بشرط أن يكون بعد تخطيط وتجربة وموافقة أهل الميدان ، لقد مرت علينا تغييرات وجميعها أثبتت فشلها ولا نريد تذكير الوزارة بأخطائها الفادحة فقد ذهب الجناة وبقيت الأجيال تدفع الثمن .

التطور التربوي ليس بهذه الصورة يسير بلا هدى ، ألم يعلم القوم بأن ما يصلح لدى غيرنا ليس بالضرورة يصلح لدينا؟  تعقدت الأمور وتشعبت وفرغوا العاملين بالمدرسة من مهامهم الأساسية فأصبحوا كجزيئات الماء التى وضعت على النار تتصادم مع بعضها البعض ، وبعد ذلك كله نريد قياساً لتحسين الأداء المدرسي .
أفكاركم جميلة وقد نجحت فى دول عديدة أتعلمون لماذا ؟ لان تلك الدول هيأت البيئات أولاً ثم طوعت الأفكار لتسير مع توجهاتها وعاداتها وتقاليدها ثم أجرت التجارب وعممت ما نجح من تلك التجارب على الجميع.
أخيراً أقول إننا لا نرى هذا التهافت بالتطوير بإدارات أخرى بالوزارة غير المدارس حيث نجد من المفارقات العجيبة مثلاً بالوزارة أن هناك ممن فارقوا هذه الحياة يصدر ترشيحات بأسمائهم للترقية وآخرين يأتى كتب بنقلهم علماً بإنهم متقاعدين لهم سنة وسنتان فضلاً عن الطلبات المتكررة ببيانات المعلمين وكأن لاقاعدة بيانات بالوزارة لمنتسبيها وهذا مما يثير الاستغراب حقاً أما النشرات التى تصل متأخره بعد فوات الآوان فقد وجد أهل الميدان وليس الوزارة حلاً لها عن طريق القروبات ،وهنا نسأل سؤالين الأول لماذا لم تلتفت الوزارة للتطوير فى إداراتها المختلفة بدلاً من بعثرة الميدان التربوي وتشتيته ؟ أما الثاني لماذا هذا الكم من المستجدات فى سنة واحدة وكأن الوزارة ستغلق أبوابها وترحل ؟

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.