لماذا فقدنا الابتسامة في مجتمعاتنا ؟ بقلم:أ. حمد السهلي

الابتسامة سلوى القلوب، ودواء الجروح. يعرّفها العلماء بأنها تعبير على الوجه، يُظهِر ما يختلج في القلب من متعة وسعادة. وأما الأطباءُ، فيقولون: إنها غذاء للنفس والروح، ودواء للقلب، تساعد على الهضم، وتحفظ الشباب، وتزيد العمر ، فلماذا فقدناها فى مجتمعاتنا ؟

إن ما يشهده العالم عامة، والعالم الإسلامي خاصة من متغيرات لهيمنة دول على دول، وزعزعة الدول الآمنة، وفرض سياسات خاصة، وتسلّط بعض الحكومات على شعوبها، أو الشعوب على حكامها ، وزرع الفتن بين الشعوب، وما يحدث تبعًا لذلك من غلاء الأسعار، وبطالة، وظلم، وغيرها – قوّض الابتسامة بين الناس؛ فعندما كانت تلك الشعوب آمنةً متفرغة لما خُلقت من أجله (طاعة الله، وعمارة الأرض)، مفوضة أمرها لله عز وجل ثم لقيادات صالحة لا تخونها وكانت تتعامل فيما بينها بقلوب صافية، لا حسد ولا تباغض، يجتمعون أكثر مما يتفرقون – كانت الابتسامةُ لا تفارق وجوههم رغم شظف العيش وقسوة الحياة ، وما إنْ تغيّر العالم الى المدنية والعولمة ، وانشغل العالم بالحروب والسيطرة والكذب والظلم والجور والفرقة والحسد والتباغض، راميًا بدينه خلف ظهره – وقيادات لا تعرف القيادة أو أنها تابعة لا متبوعة ونسيت أن الأيام يداولها الله بين الناس ولا استمرار لحال فى هذه الحياة كل ذلك مهد لاختفاء الابتسامة تدريجيًّا، بل أصبحت عملة نادرة وإن حدثت فهى باردة متصنعة لا طعم فيها.
لن نرى الابتسامة في مجتمعاتنا ما لم نعز هذا الدين، ونتمسك به مهما حاولت العولمةُ أن تبعدنا عنه، وموجات التغريب أن تنهش في أجسادنا، وقوى الشر أن تفرقنا ، أو تنتقص منا . لن نرى الابتسامة إلا إذا صفت نوايانا ونظفت قلوبنا وسلمت ألسنتنا وغضت أبصارنا وأيقنا بأن أمر المسلم كله له خير وإننا مستهدفون فى ديننا ووطننا.
يحاول البعض أن يمسح الابتسامة من الوجوه، يريدُ قلوبًا قلقةً حائرة. حسداً وغلٍ، زرعوا الدسائسَ، وروجوا الاشاعات ، وبرمجوا العقول، وجيّشوا الجيوش، وأشعلوا الفتن ، لا يريدون بلاداً هادئة فهم يستفيدون ويعيشون على ذلك فلا تدعوهم ينجحوا بمخططاتهم ، ولا تمكنوهم من قتل الابتسامة فى قلوبكم ، وتفاءلوا بالخير دائماً وابتسموا فى وجوه من تقابلون وأحيوا سنه السلام على من تعرف ومن لا تعرف ، لدينا فى ديننا ما يغنينا عن أي شيء فى هذه الدنيا ، ولنعلم إن ما نحن فيه بتقدير العزيز الحكيم وهو سبحانه أعلم بما ينفعنا ، فانشغلوا بإصلاح ما بينكم وبين خالقكم ودعوا مابينكم وبين الناس لرب الناس فهو الكفيل بذلك .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.