الاجتماعيات من المقررات الدراسية التي تجمع عدة علوم كعلم الجغرافيا وعلم التاريخ وعلم الاجتماع . يبدأ تدريسها من الصف الخامس الابتدائي، ويستمر حتى المرحلة الثانوية؛ حيث يصبح كل علم مادة دراسية بمفرده ، وقد نال معلّمو ومعلمات ورؤساء ورئيسات أقسام تلك المادة في المرحلة الابتدائية من الظلم أشدَّ بقليلٍ مما ناله إخوانُهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية، زد على ذلك إخوانَهم في سائر الموادّ، وإن كنتُ أرى أن الظلم اجتاح غالبية التواجيه الفنية في المواد الأساسية عامة لدرجة أن بعض التواجيه لم ينجح أحد فى الوظائف الإشرافية ، فمن غير المقبول دينياً واجتماعياً وإنسانياً أن يتم حرمان مَن يستحق الترقية بحجة الأعداد الكثيرة من المرشحين فهذا عذر أقبح من فعل .
التوجيه العام للاجتماعيات همّش فئةً من هؤلاء تهميشًا ليس له مثيل، ففي المرحلة الابتدائية مثلاً ليس من حق رئيسة القسم الترشح لوظيفة (موجّه فني)؛ إذِ الترشحُ مقصور على المرحلتين المتوسطة والثانوية فقط أما المرحلة الابتدائية فقد أصبح ثامن المستحيلات؛ ولذلك فثمة الكثيرُ من رئيسات الأقسام لهنّ خدمةٌ تناهز العشرين عاماً، وما زال أقصى ما وصلن إليه رئيسةَ قسم، والذنبُ أنّهن يدرّسنّ في المرحلة الابتدائية .
التوجيه الفني للاجتماعيات يقول: إن أردنا موجهينَ أو موجّهاتٍ، نأخذُ من المرحلتين المتوسطة والثانوية، ولا نلتفت إلى المرحلة الابتدائية، فهم أقلية؛ فكيف أسمح لأقلية بإن توجه على أكثرية ، هذا لا يعطي التوجيه ولا التنسيق الحق بحرمان تلك الفئة فمن حقها الترشح للتوجيه الفنى ، العدل والمساواة بين أفراد الشعب إحدى مواد الدستور الكويتى الذى يدرسه هؤلاء المعلمون فهل من المنطق والعقل بأن من يعلمنا تلك المواد هم بالأساس محرومين منه ؟
أخيراً أقول: إن الحلول كثيرة يا تواجيه بشكل عام وتوجيه الاجتماعيات بشكل خاص منها على سبيل المثال فصلُ التوجيه العامّ للاجتماعيات بين المراحل، فالابتدائية لها موجهون وموجهات من المرحلة الابتدائية، والمتوسطة من المتوسطة، والثانوية من الثانوية. وثمة حلٌّ آخرُ أن تتم ترقية من يستحق من رؤساء ورئيسات المرحلة الابتدائية، ليأخذوا المسمى الوظيفي مع علاواته واحتفاظ كلٍّ منهم بدوره، لا أن تمضيَ على البعض عشرٌ وعشرونَ سنةً من دون ترقية.