بقلم: أ. نوال منصور الرشيدي
كل عام وأنتم بخير بمناسبة بداية الفصل الدراسي الثاني أستكمل معكم اليوم ضرب من ضروب لغتنا العربية ألا وهي الأمثال و هي من أكثر الأشكال التعبيرية الشعبية انتشارا وشيوعا، ولا تخلو منها أية ثقافة، إذ نجدها تعكس مشاعر الشعوب على اختلاف طبقاتها وانتمائها، وتجسد أفكارها وتصوراتها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها ومعظم مظاهر حياتها، في صورة حية وفي دلالة إنسانية شاملة، فهي بذلك عصارة حكمة الشعوب وذاكرتها. وتتسم الأمثال بسرعة انتشارها وتداولها من جيل إلى جيل، وانتقالها من لغة إلى أخرى عبر الأزمنة والأمكنة، بالإضافة إلى إيجاز نصها وجمال لفظها وكثافة معانيها.
ولقد حظيت الأمثال الشعبية بعناية خاصة، عند الغرب والعرب على حد سواء، ولعل عناية الأدباء العرب بهذا الشكل التعبيري كان لها طابع مميز، نظرا للأهمية التي يكتسيها المثل في الثقافة العربية، فنجد ابن الأثير يشير إلى أهميتها وهو يحيط المتصدي لدراسة الأمثال علما أن «الحاجة إليها شديدة، وذلك أن العرب لم تصغ الأمثال إلا لأسباب أوجبتها وحوادث اقتضتها، فصار المثل المضروب لأمر من الأمور عندهم كالعلامة التي يعرف بها الشيء»، ومن الأمثال الجميلة والذي وقع عليه اختيارنا اليوم هو :
( إذا عَزَّ أخوك فٓهُنْ )
يضرب هذا المثل: للتواضع وحسن العشرة مع الإخوة والأصدقاء ، فان مشاحنات الأقارب والأزواج والإخوة والأصدقاء الخاسر فيها رابح والرابح فيها خاسر ، فكن خير الاثنين وأعظم الرابحين ، واذا عز أخوك وأصر عليك فكن هينا لينا معه.
قصة المثل : روي أن هذيل بن هبيرة الثعلبي كان سيدا مطاعا خرج في غزو وفي الطريق طلب إليه أصدقاؤه أن يقتسم معهم الغنيمة والسلب ، فرفض وأبى خشية ان يدركهم القوم أصحاب الغنيمة ، فأصروا عليه والحوا في طلب القسمة ، فأجابهم إلى طلبهم، ونزل على رغبتهم وقال : “إذا عَزَّ أخوك فٓهُنْ” فذهبت مثلا