تواصل وزارة التربية تواصل استعداداتها التي تجرى على قدم وساق لعقد المؤتمر الطلابي الوطني الأول لطلبة المرحلة الثانوية تحت شعار (المواطنة وتحديات العصر) ، حيث تشمل الخطط استعدادات مكثفة في كافة المجالات التى تخدم نجاح المؤتمر المزمع إقامته في الفترة من 14-15 فبراير الجاري بفندق الكورت يارد قاعة الراية)).
وفي هذا السياق أكد أستاذ الإعلام في جامعة الكويت د. خالد القحص على أهمية دور المؤسسات التعليمية في صياغة الخطوط العريضة للأسس الإعلامية الصحيحة لخلق جيل واعي إعلامياً وقانونياً ، سواء من خلال إعداد المؤتمرات أو عقد الندوات التي تؤثر إيجابياً في نفوس الطلبة، مشيراً إلى أن المواطنة كسلوك اجتماعي أو وطني تحتاج إلى عدة أسس لتغرس في نفوس الناشئين، من ضمنها الأسس الإعلامية.
و أضاف القحص قائلا: “من هنا يأتي دور المؤسسات التعليمية في توعية الطلبة لإظهار المواطنة من خلال تغطية الفعاليات الوطنية في شبكات التواصل الاجتماعي والمشاركة فيها ترسيخاً للحس الوطني و لمواكبة اخر تلك الوسائل حداثةً بطريقة ايجابية”
وذكر القحص أن اعتماد الخبر الصحيح من مصدر موثوق يعد الركيزة الأساسية والأساس الأمثل لإعداد جيل إعلامي واعي وملم بمسؤوليته الوطنية والاجتماعية.
وأشار القحص أن معظم الدراسات الأكاديمية تشير إلى أن فئة الشباب تعتبر من اكثر الفئات العمرية عرضةً لمنافع و مضار وسائل التواصل الاجتماعي، لافتقارهم للخبرة الحياتية لقياس الضرر و النفع ، و أن معظم الدراسات تشير إلى أن العالم الافتراضي يشكل واحد بالمئة من حقيقة ما يحدث في العالم الواقعي ، لذا يأتي هنا دور المعلم أو المؤسسة التعليمية لتوضيح الأسس السليمة لاستخدام تلك الوسائل.
ووجه القحص رسالة لأبنائه الطلبة مفادها ضرورة تحري الدقة و تبني الرأي البناء و عدم التجريح واستبعاد الرأي المخالف واحترام الرأي الآخر وتطويع الاختلاف في الرأي لكي يكون سبيلاً للإبداع بعيداً عن الطائفية مع عدم بث الأخبار الكاذبة التي قد تزعزع الأمن القومي للبلاد مما يؤثر سلباً على النسيج المجتمعي و على مستقبل الطالب نفسه.
وفي الختام شكر القحص وزارة التربية على هذه البادرة الطيبة بإقامة مثل هذه المؤتمرات الطلابية و التطرق لمواضيع حساسة ومهمة مثل المواطنة و تحدياتها مما يساهم في توظيف الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم الوطن و المواطن.
و من جانبه أشاد أستاذ الإعلام في جامعة الكويت د. محمود الهاشمي بجهود الوزارة الحثيثة على غرس قيم المواطنة والوطنية في نفوس الطلبة مؤكداً على أهمية إدخال هذه المبادئ في جميع المناهج التربوية و الأنشطة لما لها من دور فعال في إعداد جيل واعي قانونياً و برلمانياً.
و أردف الهاشمي قائلا: “أن ما يميز وسائل الإعلام التقليدية أنها تدار من قبل محترفون وعلى دراية بالقوانين و المحاذير التي تخضع لها كقانون المطبوعات و النشر والقانون المرئي والمسموع و الأسس الأخلاقية على عكس وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي يغلب عليها الإيقاع السريع ويستخدمها في المعظم فئة الشباب حيث غفل كثير منهم ما هي خطورة الاستخدام السيئ للهاتف الذي قد يعرضهم للمساءلة القانونية خاصة مع وجود قانون الإعلام الإلكتروني الذي جاء لينظم العملية الإعلامية في تلك الوسائل”.
و ركز الهاشمي إلى أهمية الاستخدام الصحيح لتلك الوسائل موجهاً نصيحة تربوية للطلبة بضرورة تثقيف أنفسهم قانونياً بمضار و منافع هذه الوسائل ، لتجنب الملاحقة القانونية كون هذه الوسائل و وفق القانون أصبحت كالأماكن العامة، يستطيع من خلالها أي فرد من أفراد المجتمع رفع قضية أو يطالب بتعويض مادي.
و حول مفهوم المواطنة و سبل تحقيقها قال الهاشمي: ” لترسيخ مفهوم المواطنة الشاملة علينا غرس مفاهيم الوطنية و التعددية في نفوس ابنائنا الطلبة مستخدمين بذلك كافة الوسائل التربوية الغير تلقينية لتمكينهم وزيادة فعاليتهم لتقبل الآراء والأفكار والحريات والسلوكيات الفردية أو الجماعية المخالفة لهم استناداً على مبادئ العدالة واحترام الآخر في وطن واحد يحكمه قوانين وبين أفراده قواسم وطنية مشتركة تمكنهم من العيش معا في وحدة مشتركة يواجهون مصيرا واحدا “.
و في الختام نوه الهاشمي إلى أهمية استخدام تلك الوسائل بما يساهم في خدمة المجتمع و ارتقائه و التي يمكن من خلالها التأثير على اتجاهات وسلوكيات و قناعات الأفراد مما يزيد من فرص التقارب واللحمة بين أبناء الوطن الواحد