ثلاثية التربية الجديدة
إن الحديث عن الكفايات وآلية التقييم والمناهج هي ديدن كل العاملين بالتربية وهذا يضعنا جميعا امام مسؤولية كبيرة خصوصا واننا نرى ان هناك بون شاسع بين ماتريد تطبيقه الوزارة وبنكها الدولي من جهة واهل الميدان من جهة اخرى ، فأخذ الميدان يساير توجهات الوزارة وينفذ خططها دون قناعة تمامه منه .
فالكفايات وتطبيقها على ارض الواقع تواجه احتجاجات كبيرة تحمل في طياتها الرفض من الميدان التربوي وبين اصرار قيادات الوزارة على التطبيق دون تهيئة مناسبة وتروي بل وفق عبارة خذوه فغلوه ودون دعم فعلي للمدارس وبنفس ميزانية الاعوام السابقة فالكفايات في مجملها قائمة على الأنشطة وتنمية المهارات واخذ التعلم النشط كخارطة طريق واضحة المعالم .
فالبنك الدولي وفق منهج الكفايات لم يأتي بجديد فنحن مثلا في مواد الاجتماعيات اعدادنا الكتابي يقوم على روح الكفايات ، فالكفايات الخاصة قائمة وفق اربع مجالات ( نطاقات):
* مجال الحقائق المختصة بالمادة ( اي معرفة حقائق ومعلومات متنوعة متعلقة بالمادة).
وهي جانب معرفي .
* مجال العمليات المختصة بالمادة ( أي مجموعة من المهارات والاستراتيجيات المتنوعة و المتعلقة بالمادة).
وهي جانب مهاري نفس حركي.
* مجال ردود الفعل الشخصية و الإجتماعية المتعلقة بالمادة ( أي مجموعة من المواقف والقيم والمعتقدات المتنوعة، مسيّرة بالمعارف والمهارات المكتسبة في موضوع معين).
يقابلها جانب الوجدانيات والقيم .
* مجال الإرتباط مع المواد الأخرى.
تكامل مادة الاجتماعيات مع المواد الاخرى في الصف السادس كمثال وهذا الجديد فقط وهناك الحلقات المتباعدة الذي تم اعتماده لتأليف مواد الاجتماعيات انظر (الكتب الدراسية الخاصه بالاجتماعيات من دولة الكويت الى العالم) .
واعرج على آلية التقييم صعبة التطبيق ففي الاجتماعيات يوجد 15 كفاية خاصة تقيم كل كافية منها مرتين في حصص يبلغ عددها اسبوعيا (حصتان) وكل معلم لديه 5 فصول دراسية يبلغ عدد طلابها 125 طالب ضرب 15 كفاية خاصه ضرب 2 حصتين = 3750 مرة تقييم للمعلم الواحد ، وكل دفتر درجات هو عبارة عن ملف ضخم يجعل الشغل الشاغل للمعلم التقييم ويستهلك كل وقته وقس ذلك على بقية المواد الدراسية اذا علمنا ان كل مادة كفايتها اكثر ومشكلتها اعظم .
وعند تطرقنا للمناهج الدراسية الخاصة في الاجتماعيات وتطويرها فنحذر من تدخل البنك الدولي فيها او التعرض لها بحجج واهية خصوصا تاريخنا الاسلامي الجميل دولة الرسول ﷺ والخلفاء الراشدون والدولة الاموية والعباسية فهي بالنسبة لنا شموع مضيئة ونبارس هدى يجب ان ترسخ في كل جيل وانها ايام عزة لاي مسلم وجزء خالد في ذاكرة امتنا وتاريخها الاسلامي المجيد .
واختم بالمادة 12 من الدستور الكويتي التي نصها(تصون الدولة التراث الاسلامي والعربي, وتسهم في ركب الحضارة الإنسانية).
بقلم : أ. ضحوي منور الشمري .