لا تعقد الولد .. لا تعقدين البنت بقلم الأستاذ حمد السهلي

 

عندما كنا على مقاعد الدراسة الجامعية كانت تمر علينا مصطلحات كثيرة منها مصطلح ( التربية )وكل دكتور مادة يمنحه تعريفاً حسب المدارس الفكرية والتربوية فأحدهم يقول أن التربية تكوين الفرد تكويناً اجتماعياً والآخر يقول ان التربية تجعل من الفرد أداة لإسعاد نفسه وغيره وآخر يقول أنها مجموعة عمليات لنقل الخبرات لضمان بقائها ، وكلها تعريفات صحيحة غير أن أعظم نبع نستمد منه معنى التربية هو نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فرغم أنه بشر مثلنا إلا ان تربيته إلهيّة خالصة ، فقد اختار الله له الرضاعة فى الصحراء عند بنى سعد حيث فصاحة اللسان وصحة البدن بعيداً عن أوبئة المدينة فنشأ فصيح اللسان قوي البنية ، إعداد وتهيئة ثم توالت الدروس بمدرسة الحياة حيث المواقف والمشكلات والحلول فذاق اليتم والجوع والعداوة والعمل الشاق من رعي الأغنام والسفر ومخالطة مختلف البيئات من خلال التجارة وكل ذلك جعل منه نبياً ألف قلوب العرب رغم قسوتها ورمم أخلاقهم رغم خشونتها وقوم طباعهم رغم اختلاف أمزجتهم فجعلهم به خير أمة الى يوم القيامة .

اليوم الأب والأم وهما المسئولان عن تربية الأبناء يتنازلون عن أدوارهم كمربين بحجة عدم القدرة على التربية أو من أجل التمدن والتطور، وإن وجد من يتعب فى تربية أبنائه فإنه يجد الانتقاد: ” لا تعقد الولد خله يستانس” ، ” لا تعقدين البنت خليها تستانس ” عبارات سنندم عليها يوماً ما ، لامانع من الوناسة التى لا تتعارض مع الدين والأخلاق وإلا أصبحت وقاحة وقلة أدب ، كثير ممن شاهدت من أطفال هذا الزمان لم يتعلم الخطوط الحمراء التى يجب أن تقف عندها تلك الوناسة ، ولا لوم عليهم فوكالات التنشئة الاجتماعية لدينا تعطلت فلا أسرة ولا مسجد ولا إعلام يعمل كما ينبغي ، فضلًا عن غياب القدوة ، وتقويض دور المدرسة وضياع هيبتها بيد أهلها .
التمدن والتحضر لا يعنى حرية مطلقة ولا تعنى وناسة تنسف الدين والأخلاق فالنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام لم يكن لديهم تمدن وتحضر وملكوا الدنيا ، وبعض مدعي التمدن والتحضر لا يستطيعوا قيادة قطيع من الغنم (أعزكم الله ) فضلاً عن قيادة بشر ، ترك الحبل على الغارب للولد خطأ وأشد منه خطأً تركه للبنت ، كثير من الأطفال الذين يخاف عليهم والديهم ويمنعونهم فى صغرهم من حضور مجالس الرجال للأولاد ومجالس النساء للبنات ، أو يفرضون عليهم آبائهم عدم مخالطة أقرانهم أو التحدث معهم ، يتعبون هؤلاء الاولاد فى مجاراة واقع الحياة عندما يكبرون .

أخيراً نقول بأن فقدان الدين يبدأ بفقدان الأخلاق ، إن خير الأمور الوسط ، فحريٌّ بكل أب وأم بأن يبتعدوا عن تلك العبارات ويربوا أبنائهم على عقيدة صحيحة ومنهج قويم وأخلاق نبوية ، بذلك يسد ثغرة من ثغر الإسلام ويعيد للدين هيبته وللوطن عزه وفخره وربما يكون هذا الابن أو الابنة سبباً فى دخولك الجنة ونجاتك من النار .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.