”أنا مستانس” كلمة قالها معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس خلال تدشين مشاريع مبارك الكبير التعليمية وافتتاح قاعتها ليس لأن ما رآه ضرباً من الخيال، قالها بعفوية لأنه رأى الإرادة والابداع في تسخير التكنولوجيا والتي أُخضعت لخدمة المؤسسة هي نتاج لصناعة محلية بأيدي الميدان وهذا سبب رئيسي يدعو الوزير أو أي واعي عميق المعرفة أن “يستانس”.
ولعل ماقدمه أ.منصور الديحاني مدير عام منطقة مبارك الكبير التعليمية في اللقاء الذي كان أقرب مايكون “ورشة عمل” استعرض خلالها الخط الزمني للمنطقة بدءاً من صدور قرار تأسيسها حتى ما وصلت إليه في مارس ٢٠١٧، حيث بين أن اختيارهم لنمط جديد يتوافق مع رؤية مجلس الوزراء “كويت جديدة” لم يكن تحدياً صعباً حيث استطاع بمرافقة فريق فني تم انتقاءه بعناية من مختلف التخصصات يصاحبه وضوح رؤية وعزم وجزم لنهج هذا السبيل.
ما تم عمله في منطقة مبارك الكبير التعليمية لتكون منطقة ذكية والسير بها قدماً وبجدية لتحقيق هذه الرؤية تمثلت بشكل حقيقي وواقعي في عدة مشاريع تتكامل فيما بينها وفق جدول زمني ومرحلي مدروس بمتابعة وتقييم وتقويم مستمر لذلك كانت “عملية بسيطة ماهي صعبة ولاهي معقدة” كما عبر عنها معالي الوزير إذا ما توفرت الفكرة والإرادة والعزيمة.
المميز في مشاريع المنطقة لم يكن استعراضاً و “شو إعلامي” بل نتيجة لحاجه ماسه للتطوير ومواجهة تحديات في شكل المنطقة هندسيا وموقعها في المنطقة التجارية بصباح السالم حيث جاء بنائها على شكل عامودي تطلب أن يكون هناك صالات للمراجعين بموظف شامل في الدور الأرضي تمكنهم من إنجاز معاملاتهم دون الحاجة للصعود للأدوار والتنقل بين الإدارات وتخفيفا من الضغط على المصاعد كما حرصت المنطقة على التواصل مع جمهور المستفيدين من خلال تقديم خدمة “أون لاين” تساهم بحفظ وقت المراجع وتعطي الموظف أريحية في تنفيذها ليصل بعد ذلك مسج sms فور إكتمالها وكل ماعليهم هو الحضور وإستلام معاملاتهم.
كما بين الديحاني أن النظام الإداري إلالكتروني الذي تم بناءه من الصفر لرصد المعاملات التي تتجاوز ٤٠ نوع من المعاملات جاء ليعطي مؤشرات ورسوم بيانية يحدد المعاملات الأكثر طلباً والموظف الأقل والأكثر إنجازاً لم يكن عملاً عشوائياً بل لحاجة رسم خطط المنطقة سواء على مستوى تعيين الموظفين الجدد في الأقسام التي تعاني ضغط مراجعين وكذلك تكريم الموظف المتميز وتطوير وتأهيل الموظف الأقل إنجازاً، كما أن هذا النظام أعطى حاجة لعمل برامج فرعية له كحاسبة الترفيع الوظيفي حيث بين النظام الإحصائي ضغطاً كبيرا على موظفي الشؤون الوظيفية من أجل الاستفسار عن موعد استحقاقهم، لذلك أسس برنامج فرعي من خلاله يتم الرد على استفسارهم إلكترونياً وخلال ٢٤ ساعة ومن أي مكان لتكون نتيجة ذلك استخدام أكثر من ٦٠ معلم وإداري من مختلف المناطق التعليمية لهذه الخدمة.
أما برنامج الإدارة المدرسة الذكية الذي لم يعد مدرسة بل أصبح نظاماً متشعباً أشبه بالأخطبوط بحزم عنقودية متسلسلة بعد تبني المنطقة واقعياً والتوسع فيه بتعميمه على مدارس المرحلة الثانوية ورأسياً ليشمل بعض إدارات المنطقة التعليمية حسب حاجة سلم الأولويات كما بين ذلك مدير المنطقة بمرحلته الأولى كان لبنة وبذرة زرعها مدير ثانوية صباح السالم أ.نبيل الفيلكاوي والعملاق أ.محمد الصاوي.
هذا النظام البرمجي المتشعب والمعقد من الناحية البرمجية بواجهات تصفح واستخدام في قمة السهولة والسلاسة لمستخدميه، حيث يخدم هذا النظام الطالب وولي أمره وصعوداً هرمياً في المؤسسة التعليمية كلاً حسب اختصاصه ومهما حاولت التوضيح وشرحت وحللت النظام لن أفي هذا النظام حقه لكن باختصار يعطي كل مستخدم إطلاع فوري على كل مايجب عليه معرفته في حدود مهامه ومتطلباته.
أما الحديث عن تجهيز قاعة المنطقة الذي أُطلق عليها اسم “قاعة مبارك الكبير” بمسرح جاء بشكل تحفه فنية شُيد بسواعد من أبناء ميدان منطقة مبارك أيضاً نفذه توجيه الدراسات بكادر طموح من الهيئة التعليمية وخلال فترات امتدت لساعات متأخره من الليل بإشراف ومتابعة إدارة الأنشطة.
إن هذا النوع من الأعمال يؤكد أن الميدان يزخر بالكثير من الكوادر ذات العطاء إذا أُتيحت لها الفرصة هي الكوادر التي لا تعرف المستحيل تعمل بصمت وضعت لها بصمه في ميادين الإنجاز تبني ولا تهدم لذلك ما تسأل عنه يا حميدان شوفه بالميدان.
إن المنطقة الذكية لم تقتصر على الجانب الإلكتروني بل امتدت لجوانب أخرى تساير في ذلك النمط الجديد بل امتد لخدمة المراجع بدءاً من دخوله بوابة المنطقة لموظفي استقبال مهمتهم توجيه وإرشاد المراجع للجهة المعنية المسؤولة عن مراجعته بالإضافة لموقع خصص لتقديم حق الضيافة “قهوة” بشكل يليق بهم وتقديم خدمات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة تسهل عملية إنجاز معاملاتهم.
بالتأكيد أن هناك سلبيات لكني على يقين أن من أتى بهذا الإنجازات والإبداعات قادرا على وضع الحلول لها مع رحابة صدرهم في الاستماع للاقتراحات والانتقادات وتوخذ بعين الاعتبار والتقدير وأنا على يقين أن ما وصلت إليه المنطقة من مستوى لا يعني السقف الأخير من الإبداع حيث أن طموح الفريق ليس له حدود ولا قيود.
ختاماً..
ماذكرته كان نبذه عن عن المنطقة وما طرأ عليها من تغيير والكثير منها لا يسع المقال لذكره كـ “التراسل الإلكتروني وقاعدة الموهوبين وحصر خدمات الأون لاين ومركز إشراقة” التي من شأنها أن يجعل المهتمين والمنصفين أن يستانسون.