كيف تصبح معلما فهلويا في خمسة أيام .. بقلم: أ.باسل الزير

كيف تصبح معلما فهلويا في خمسة أيام؟!

من التقاليع التي نشاهده في مدارسنا وفي وزارتنا شخصية المعلم الفهلوي التي لا تزيدنا إلا خبالا، وتضحكنا ليلا ونهارا..وقد قال تعالى : ” لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا” وهي منتشرة بين المعلمين والمعلمات والموجهين والموجهات والمديرين والمديرات ذرية بعضها من بعض، تشابه قلوبهم مهما أختلفت مراكزهم وأجناسهم!!
ولا شك أن هذه الفهلوة الممقوتة تضر بالمتعلمين أكثر منها لدى المسؤولين والقائمين على التعليم حين يرون معلمهم الفهلوي يغير من حصته البليدة إلى حصة رائعة ، بحضور الضيوف والموجهين الفنيين فيتعلم الطالب سلوك المنافقين ، فتجد هذا المعلم ينشط ويعمل ويشتطاط ويبحث في ركام الوسائل القديمة – أي وسيلة والسلام – إرضاء للموجه ، فيخشى الناس والله أحق أن يخشاه ..!!
فمن هو المعلم البهلواني ؟؟
هو ذاك المعلم المنافق الذي يظهر ما لا يبطن .. ويقول ما لا يفعل..
هو الذي قال عنهم تعالى عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)
هو الذي ينطبق عليه قول الشاعر:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة …ويروغ منك كما يروغ الثعلب
هو من يعمل لك درسا نموذجيا كاملا من الامستغرام وتويتر والنت والاستعانة بصديق، فهو يضع فلوسه في الشمس وينال آيات المديح في الظل ،ويخرج بدور المبدع ، وهو لم يعمل أي شيء يذكر، سوى النقل واللصق والسطو!!
هو الذي يرتفع صوته وينشط ويشتاط ،ويعمل الوسائل والحركات ، ويقفز كالبهلوانات عند زيارة رئيس قسمه إليه أو أي مسؤول إلى حصته…
هم الذين يقلبون لك الأمور فيجعلون من القبيح جميلا ومن الجميل قبيحا…
هم الذين يتهافتون على المسئول الجديد، وإبداء الإعجاب بتصرفاته، وتزيين أعماله وصفاته، وامتداحه باستمرار.. والتعقيب على أفعاله وأقواله بعبارات التأييد والعمل له كجواسيس ونمامين ، ولا ينتقدون أي شيء بل كل ما تفعله….صحيح يا سيدي.. وتمام يا سيدتي ،” وشخابيط أياديك الكريمتين تخطيط لمستقبلنا” مما يوصل الكثيرين إلى الغرور، والغرور قتّال يعمي البصر والبصيرة، ويصمّ الأُذنيْن عن سماع الواقع، ويبعد المسئول عن العمل الجماعي، ويغرقه في ” الأنا “!
والتفرّد والتكبر والصلف والعنت، فيزداد ظلما وجورا…
وآية ذلك فرعون حيث قال تعالى عنه: ” فأستخف قومه فأطاعوه ”
هؤلاء المعلمين المنافقين داء وبيل وشر مستطير، بل ويؤثرون بهذا السلوك على سلوكيات تلاميذنا الطلاب وعلى تربيتهم ،فالطالب يتعلم من سلوك أستاذه ويتأثر به أكثر من كلامك وأوامره… قالت العرب : ” رب حال ،أفصح من مقال ”
هؤلاء المعلمون يتهافتون على ارتشاف عسيلات الحياة بأي صورة كانت ويخلقوا من سلوكياتهم مجتمع فاسد ومفسد يتعلمون منه التلاميذ أيات النفاق، ومساوئ الأخلاق.
فإذا أردت أن تصبح معلما فهلويا في خمس أيام ما عليك سوى أن تتبع هذه التعليمات وتيك الخطوات شبرا بشبر وذراع بذراع كي تنال الامتياز واللجان:
توزيع الابتسامات الصفراء منذ دخولك إلى المدرسة وحتى الخروج، وخصوصا عند ولي نعمتك والقائم على درجتك وتقييميك “مدير المدرسة والمدير المساعد ورئيسك في القسم وموجهك الأمين ومما يعلوك يا فهيم!!”.
التملق والضحك وإسقاط الكلفة ” وتطيح الميان” مع رئيسك عبر وجبات الإفطار والدعوات الملاح .
الإبداع المتميز للحصة عبر شرائها جاهزة من الامستغرام والنت فيدخلها الموجه الفني ورئيس القسم ويظنون أنها من بنات أفكارك وكد عمل واجتهادك وإبداعك.
تغير مقاعد المتعلمين الكسالى إلى الأمام والشطار إلى الخلف كي يظهروا طلابك أنهم مشاركون ومتفاعلون جميعهم بالحصة.
جلب هدايا للمدير المساعد والمدير ورئيس القسم والموجه الفني على حسب ما تجود به نفسه ، وكذلك موجهك الأول والعام ومما يعلوك في المقام..
تروم مع المعلم الأول حيث يروم ويطابق هواك هواه ولا ترى أي حرج فيما يقضى ويقول معلمك من آراء حتى لو مدح ما ذمه الله، وحسن رئيسك ما قبحه الله، فتميل معه حيث يميل حتى لو تحالفت مع المردة والشياطين.
الحش بالزملاء حين غيابهم واغتيابهم وإظهار نفسك المبرأ المعصوم عن الأخطاء لتقطع ما أمر الله بوصله وتفرق بين ما ألف الله جمعه ، فتفضح لا تستر،فتكون هماز مشار بنميم، وهذا الحش يكثر وينتشر عند النساء أكثر منه عند الرجال ،فتجمع سفاف الأحاديث وخرافات الأباطيل ولا ضير من الأفتراءات ويقال عن فلان كذا وكذا كي تظهر- هو أو هي – القوي الأمين الذي يتكأ عليه، فتنال الرضى واللجان والسفرات وتقدم على غيرك من ذوي الكفاءة بالامتياز.
الحضور بالأوراق الرسمية حيث يوقع لك الزملاء وأنت في الخارج تعطي دروسا خصوصية تدر عليك بالمئات .
جلب الحاجيات الخاصة من الجمعية والمعاملات الرسمية لرئيس نعمتك وتوصيل أبنائه أن أقتضى الحال، وتدريسهم بالمجان.

والله المستعان .. ولا حول ولا قوة إلا بالله

باسل الزير .com basel313@hotmail

عن moalem

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

تعليق واحد

  1. سالم الخالدي

    مقال لا يشخص الحال بالمؤسسة التربوية فقط وأنما ينطبق علي جميع المؤسسات فالفهلوي موجود في كل الدوائر تجده مقربا من المدير والمسئول ويحوفه حوف من كل جنب وعندما يتغير المسئول يصبح كالحرباء يتلون هذه الحال والله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.