إلى بناة المناهج بقلم الأستاذ حمد السهلي

 

بناء المناهج التعليمية عملية شديدة الدقة والحساسية ، تتطلب الوقت وعدم الاستعجال والمعرفة التامة بتقنيات وضع المناهج ، تمر تلك العملية بعدة مراحل تبدأ بعلم هؤلاء البناة بالهدف الشامل للتربية والأهداف التربوية التى تود الوزارة أن يصل إليها كل طالب، بعدها تأتى المرحلة الثانية وهى الأصعب والأدق وهى مرحلة وضع المحتوى العلمي الذى يحقق تلك الأهداف ، مع مراعاة خصائص الطلاب النفسية ،وهنا يكمن سر مهارة فريق المهمة بتلمس قدرات الطلاب ومستوياتهم ، وعليه يتم وضع مواضيع المنهج حسب مستوى الطالب متوسط الذكاء مع الحرص على الترابط المنطقي المنظم للمعلومات، آخذين بعين الأعتبار المدى والتتابع، مع مجاراة ماوصل إليه العلم الحديث.

واقع مناهجنا اليوم يقول: بأن ماتم هو صبغ طلاب الثانوية بصبغة جامعية وطلاب المرحلة المتوسطة بصبغة الثانوي والمثير للأسى أن يصبغ طلاب المرحلة الابتدائية بصبغة المرحلة المتوسطة بحجة التطور فكانت المقررات من الصعوبة لدرجة أن أصبح للمرحلة الابتدائية مذكرات ودروس خصوصية ، ومع كل ذلك ضعف عام ، ومستوى متدني بشكل شبه عام .
نعود لبناء المناهج لنكمل مراحله التالية حيث يقوم فريق إعداد المناهج بعد ذلك بوضع آلية التعليم أي كيف ينقل المعلم هذا الدرس للطالب ؟ بما يسمى باستراتيجيات التعلم المناسبة لكل موضوع وفى الختام آلية تقويم تقيس لنا مدى تحقق الأهداف من خلال أسئلة الكتاب والأختبارات والتقييم بآلياته المختلفة .

ختاماً وبعد جولة سريعة لكيفية وضع المناهج نسأل أنفسنا هل حققت مناهجنا أهدافها التي وضعت من أجلها ؟ هل تعد مناهجنا طلاباً قادرين على المنافسة وحل مشكلاتهم ؟ هل تم اختيار مواضيع المقررات بعناية ؟ هل البيئة المحيطة جاهزة ومساعدة فى التعلم ؟ مسكين طالب المرحلة الابتدائيه أتعبناه وأثقلنا عليه ، أثقلنا على هذا القلب الصغير كثرة المواد، وصعوبة المفاهيم ، وتداخل اللغات، نحاسبة على الحضور المبكر ونجرم بحقه وقت الانصراف حتى زوال الشمس قريب العصر ، فيا بناة المناهج رحماكم بالطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع ككل ، ويا وزيرنا أعد النظر بالمرحلة الإبتدائية من حيث : المناهج وحصص التنمية ووقت الانصراف ، وكثرة المواد وقلة المعلمين خاصة الذكور .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.