إلى الراقدين الذين طال رقادهم بقلم الأستاذ حمد السهلي

 

يمثل التقرير السنوي لإدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية ونشرت مقتطفات منه إحدى الصحف اليومية صدمة ومؤشر خطير يجب أن لا يمر على قيادي وزارة التربية مرور الكرام ، جاء فى التقرير بأنه تم رصد 85 ألف مشكلة فى مدارس الكويت خلال عام دراسي واحد منها 32 ألف مشكلة سلوكية (تتصدر المرحلة الابتدائية رأس القائمة بمعدل 14124 حالة) و29 ألف حالة تعثر دراسي .

هذا التقرير كشف لنا مدى قوة الجرح الذى أصاب العملية التعليمية رغم التطوير ، وأجبرنا على الوقوف لمعرفة الأسباب وإيجاد الحلول ، قرأت بعض نقاط هذا التقرير وخرجت حاملاً فى جعبتى بعض الملاحظات الآتية :
– منع الضرب التأديبي فى المدارس لم يقلل من المشكلات بل زادها؛ فقد أعطى للطالب الجرأة بالتمادي بخرق القوانين المدرسية وقلة احترام المعلمين .
– انتشار ما يسمى بالشيلات أو الشلات الشعبية زرع فى نفوس الطلبة الصغار العصبية القبلية ، والعنف تجاه الآخرين ، خاصة فى المدارس التى تضع تلك الأناشيد فى الفرص .
– طول الدوام المدرسي وزيادة وقت الفرص ساعد بشكل كبير بظهور تلك المشكلات خاصة أن أغلب المشكلات أثناء الفرص ووقت الظهيرة مع إرتفاع درجة حرارة اليوم الدراسي .
– العلاقات الشخصية بين الإدارة المدرسية أو الاختصاصي الاجتماعي مع بعض أولياء الأمور قلل من تطبيق القوانين المدرسية على أبنائهم مما ترك أثرا فى نفوس الطلبة الآخرين بالظلم ، وبالتالي لا مجال لهؤلاء إلا مواجهة العنف بالعنف.
– تهميش القرآن الكريم وتلاوته فى المدرسة وأداء الصلاة جماعة مع الطلاب وبث آيات من القرآن الكريم بالفرص وبين الحصص نزع من أنفس هؤلاء الطلاب الراحة والطمأنينه .
– عدم تثقيف بعض أولياء الأمور بترك ثقافة ( خذ حقك بيدك ) ولا يعلم بأن للمدرسة قوانين يجب أن تُحترم .
– تفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي والنفسي فى بعض المدارس وتفويضهم بدلاً من تجريدهم من بعض مهامهم .
– تجاهل الحكومة أضرار بعض المشروبات على الطلبة وتسمح ببيعها فى الجمعيات ومحلات البقالة خاصة مشروبات الطاقة.
أخيراً لا ننسى بأن حالة المجتمع ككل تنعكس بالتأكيد على نفسيات الصغار ، وما نشاهده ونسمعه من البعض ينسف القيم والمبادئ التى تربى عليها المجتمع الكويتى ، نحن الكبار نعرف جيداً الصالح والطالح فى هذا المجتمع ، ونعرف من الذى يريد تدمير البلد ومن يريد بنائه ، نعرف ونميز السفيه من العاقل لكن هل يعي هؤلاء الطلبة الصغار ذلك؟
فغياب القدوة يفقد الطلبة بوصلة الحق وما يراه الصغار من مشاهد من البعض تسئ للبلد قبل أن تسئ لهم ، يرسخ بعقول هؤلاء الصغار بأن هذا هو السلوك الطبيعي الذى يفترض أن يتعلموه، فالمشكلات السلوكية لدى الطلاب صورة مصغرة للبلاء المتعمد الذى أصاب البلد فى أخلاقها لذلك على الحكومة فرض قوانين تمنع مرضى القلوب والعقول من الظهور الإعلامي ، فعلى الأقل احتراماً للصغار .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

تعليق واحد

  1. فيصل القحطاني

    جزاك الله خير
    وزد على ذلك المعلمين الجدد في الغالب والله يابعض قصات المعلمين ولبسهم ان حتى الكافر يستحي يلبسه هل هؤلاء قدوات وانا لا اقصد المعلمين القدامى
    التدريس اصبح مهنه جاذبه بعد ارتفاع سقف رواتبهم لكن سياسة قبولهم اصبحت اسهل من قبول جندي في لواء اليرموك يجب اختيار المدرسين بعنايه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.