منذ مدة وأنا أحاول أن أكتب ولكن هل من الممكن تصديق أني لم أجد الوقت !! فعلاً لم أجد الوقت حتى أكتب بعض الحروف … من كثرة القرارات والمستجدات والمتطلبات المدرسية هل أبدأ بالمشاريع أو الكفايات أو التعلم النشط أو توطين الكفايات أو آلية التقويم البنائي والغير بنائي أو حصص التنمية فعلاً عام يتطلب منا الجهاد والمثابرة والصبر في كل يوم جديد .
أحب أن أبدأ بالشكر والتقدير لجميع القائمين على إعداد المنهج الوطني وأخص بالذكر مادة العلوم فعلاً منهج سلس ومبسط وممتع للتلميذ والمعلم على حد سواء . منهج يختلف كلياً عن المنهج الذي يسبقه من كثرة المعلومات وتعقيدها على أبنائنا الطلبة ،ولكن لدي بعض الملاحظات أرجو الأخذ بها في رحابة صدر لأجل أبناء هذا الوطن :
* مسألة الكفايات وتحقيق الكفايات وأعلى وأقل من المعيار ونجاح الجميع أمر يجب إعادة النظر فيه لأن مثل هذا القرار لا يشجع بعض أولياء الأمور على متابعة أبنائهم ويرجعنا إلى نقطة الملف الإنجازي.
*وقضية أن المعلم يستخدم أداة الملاحظة للتقييم في الأنشطة أمر متعب جداً ويحتاج إلى مساعد في الفصل كحال المدارس الخاصة التي تطبق هذا النظام أختصرها لكم في معادلة ( أداة ملاحظة = معلم + مساعد في الصف ) أو يكون المعلم معلم فصل لمعرفته بنقاط الضعف والقوة لدى تلاميذه و كي نصل للتقييم المطلوب.
*مسألة تغيير نظام تحضير الدروس وحلقة التعلم والمسميات المتعارف عليها إلى مصطلحات جديدة على المعلم أمر ليس له أي داع !! مادام بالإمكان تحقيق أهداف الدرس واكتشاف المتعلم لما هو مطلوب منه ولا توجد أي ضرورة من جعل المعلم يضيع في دوائر ومصطلحات الكفايات الأساسية و العامة والخاصة ومعايير المنهج وليس من المفترض ذكرها أساساً حتى في كتب التلاميذ .
*مصطلح التعلم النشط يطبقه المعلم منذ سنوات باستخدام أساليب تعليمية مختلفة مثل ( العصف الذهني / اللعب / القرعة / التعلم الذاتي ) ولاننكر بوجود استيراتيجيات جديدة تعلمها المعلم من خلال تنميته الذاتية وقراءاته الشخصية كالكرسي الساخن منذ سنوات قليلة مضت ولم يحتاج خلالها إلى تغير في طريقة تحضيره .
*وثيقة المرحلة الإبتدائية وجزئية التقييم البنائي
فعند غياب التلميذ في أحد الحصص التي تم خلالها توزيع ورقة عمل وكان غياب التلميذ بغير عذر يتم رصد درجة صفر ، مما ينافي أساسيات التقييم البنائي المستمر المطلوب تحقيقه.
وأهم نقطة وهي قراءة للمستقبل وإن شاءالله لا تكون في محلها .. كون المنهج الوطني كتبه لم تحوي مادة علمية كما شاهدنا في كتب الصف الأول والثاني والسادس وكما فهمنا أن جميع كتب المرحلة الإبتدائية والمرحلة المتوسطة على نفس النهج بل مجموعة من الأنشطة يتم تطبيقها أثناء الحصص ويتم تسجيل الملاحظات والإستنتاجات في الكتاب سيصعب على التلميذ وولي الأمر المتابعة في حال غياب التلميذ أو حتى المعلم مما يفتح الباب على مصراعيه لتلقي الدروس الخصوصية والمذكرات التجارية في سبيل الحصول على المادة العلمية التي تدعم المنهج الوطني .
في أحد الورش المقامة للمنهج الوطني أعجبني تعبير المحاضر بأن المتعلم هو من يكتشف المعلومة ويبحث عنها وطبيعة المجتمع لاحظوا معي (طبيعة المجتمع) هي من تحدد طريقة بحثه عن المعلومة للحصول على المادة العلمية المطلوبة وكوننا نعرف أبنائنا ونعرف عدم حرص الأغلبية على القراءة والبحث دائماً عن أيسر السبل في سبيل النجاح ، فطبيعة مجتمعنا تحتم وجود مادة علمية ترفق مع الكتاب في نهاية كل درس أو نهاية كل فصل تفسر الأنشطة التي سبق عملها وممكن وضعها في قالب الخرائط الذهنية وهي أحد استيراتيجيات التعلم النشط .
المنهج الوطني يحتاج لدعم الجميع في سبيل نجاحه لكونه منهج وطني من أبناء هذا الوطن في سبيل رفعة رجال المستقبل .