التعليم الغير نظامي بقلم: أ.عيسى الحميس

المواطن هو بؤرة الاستثمار الجيد للشعوب المتقدمة ، فهو العمود الفقري الذي ترتكز عليه الدول ،فلا يرفع الأوطان إلا أبناؤها ، لذا فهي توليه كل اهتمامها ، وتوفير سبل التعليم الجيد له.
فالتعليم هو أولوية الدول والشعوب المتقدمة التي تريد الارتقاء بمواطنيها ، فبالتعليم نستطيع أن نصنع قائدا لسفينة الوطن يستطيع أن يخوض بها في وسط عباب المستقبل إلى أن يرسو بها إلى بر الأمان والاستقرار والتقدم.
فكم من دول كانت في ذيل الشعوب، ولكن برعايتها للمواطن تعليميا وثقافيا أصبحت على هامة الأمم ، وما اليابان عنا ببعيدة التي دمرتهاالقنبلة الذرية ، ولكنها تحدت الواقع وأصبحت في المقدمة .
وأتقدم بجزيل الشكر إلى وطننا العزيز الذي لم يأل جهدا في الرعاية التعليمية التامة للمواطن ، وتوفير سبل التقدم والارتقاء بالعملية التعليمية ، وذلك بجلب المعلمين الأكفاء من بعض الدول الشقيقة ، وتوفير الوسائل التعليمية الحديثة ، والسهر على توفير المناهج التعليمية المتلائمة مع الطالب .
ولذا أناشد كل مواطن أن يعمل على خدمة بلده ، وأن يساهم ولو بالقليل في رفعة وطنه ، والمساهمة لا تقتصر على أصحاب مراكز القوى ، وإنما حثك ابنك على التعلم ورعايته ومتابعته تعد مساهمة ، – وأيضا – مشاركتك في التعليم الغير نظامي – إن لم تكن متعلما- تعد مساهمة ، ومشاركتك برأيك في الارتقاء بالمستوى التعليمي تعد مساهمة أيضا .
ولقد قمت بإعداد مشروع ضخم بعنوان (التعليم الغير نظامي) ، وهو يستهدف آباءنا الذين لم يلقوا حظا وافرا من التعليم ، وتقدمت به إلى بعض الجهات المعنية ، وفي انتظار الرد عليه .
وهذا المشروع يعد مكملا للتعليم المسائي وليس مفندا له ، وتدور فكرته حول تحفيز الآباء الغير متعلمين ، وجذبهم للحقل التعليمي ،وتوزيعهم حسب ميولهم ورغباتهم الدراسية ، وذلك بمشاركة العديد من الوزارات المختلفة ، ووضع طريقة معينة لتدرجهم في السلم التعليمي .
وهو يهدف إلى إزالة الأمية ومحوها من بين صفوف الكويتيين ، والاعتماد على المواطن في سد الثغرات الموجودة في تدريس بعض المواد ، والعمل على استغلال بعض المواهب المغمورة بين صفوف الأميين ، والعمل على الارتقاء بثقافة كل مواطني الكويت ، فالأب يعد مرشدا لأبنه ، فإذا أولينا الأب اهتمامنا أخرج لنا جيلا مثقفا واعيا ، فإذا أردنا ثمارا طيبا ، فعلينا بإصلاح الجذر ، وتوفير الغذاء الكافي له .
والدليل على ذلك ما نجده في حياتنا المعيشية ، حيث أننا نجد الكثير من الأطباء، يتخرج أبناؤهم مثلهم ، وهكذا القضاة ، حتى الوسط الفني ،وأيضا الوسط الكروي ، وإن كان هذا يعد من قبيل القدر ، ولكن قد يحظى من الحافز بنصيب . هذا والله من وراء القصد ، وهو الهادي إلى سواء السبيل .
(ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)

بقلم : عيسى الحميس

عن moalem

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.