البصمة !!
(أستطيع أن أقود الحصان للنهر ولكن لا أستطيع ان اجعله يشرب) مثل إنجليزي
يسعى ديوان الخدمة المدنية لتطبيق بصمة الحضور والانصراف بشكل اكبر وعلى قطاع أوسع واشمل لجميع الوزارات ويعتبر قطاع التعليم احدها ، وهو يسعى جاهداً لمزيد من الانضباط والالتزام والأنتاجية والفاعلية كلها أهداف جميلة وغايات ممتازة لايستطيع اي كان معارضتها .
لكن علينا بقطاع التعليم ان ننظر لها من جهة اخرى ونناقش السلبيات ونتفاداها قدر الإمكان للمحافظة على الكيان التربوي ، فقد تنتج لنا البصمة معلمين محبطين وبخلاء على وظيفتهم وغير مخلصين بعملهم وإنتاجيتهم قد تقل، وقد يعتبرها البعض مقياس للإداء والتواجد فقط ، ويلجأ اخرون لرفض التكاليف خارجها ورفض اعمال التصحيح بحجة الوقت ورفض اي إعداد لنشاط او إنجاز يخدم مدرسته وانه اكتفي بساعات العمل المحددة ، وهنا خلقنا مشكلة اخرى تتعارض مع طبيعة عمل المعلم والذي يكلف بأعمال كثيرة احدها القيام بالتعليم والباقي اعمال ادارية كثيرة ومتعددة ، نظام البصمة أيضاً يجعل المعلم واقع تحت ضغط نفسي وشعور بعدم الراحة وهذا يقتل الإبداع ويقلل الإنتاجية ويجعله حاضر جسد وغائب فكر .
كذلك الوظائف الإشرافية بوزارتنا الموقرة لاينتهي عملها بإنتهاء أوقات العمل بل بعضها لايبدأ الا بعد انتهاء العمل وتستكمل بالمنزل وخصوصاًاعمال اللجان من تأليف وإعداد اختبارات على مستوى الوزارة وغيرها ولجان المقابلات والاجتماعات الكثيرة سواء على مستوى المنطقة او الوزارة والتنقل الكبير من مكان لمكان والواتسابات التي لاتنتهي 24 ساعة !!
ايضا مشكلة الالتزام بالعمل بقطاعات الدولة عدم تطبيق القانون والمحسوبية وازمة الضمير التي يعاني منها الكثير ، فالبصمة ستضبط عملية الحضور والانصراف اذا ربطت مع الديوان بلا شك وايجابية لانعترض عليها ولكنها ستخلق لنا مشاكل كثيرة نحن بغنى عنها وتضعف الادارة المدرسية وسيطرتها على العمل وتعطي انخفاض بالإنتاجية كارثي على المدى البعيد وحجة للخامل والمهمل والذي ممكن يبصم ويكمل نومته عفواً قهوته بمكان اخر ويعود لبصمة الخروج ويثبت انه داوم اليوم كاملاً ولنا ببقية الوزارات التي طبقت هذا النظام عبرة وعضة فلا البصمة او التوقيع اجدى معهم.
وأخيرا الملتزم ومن يراعي ضميره لن تهمة البصمة سواء باليد او بالعين ولن تشكل عبء عليه ولكنها ستلغي الجانب الإنساني وتقدير الظروف في ظل الزحمة التي تعاني منها شوارعنا فالله يعين من يوصل ابنائه صباحا وينتقل لمنطقة او محافظة اخرى ليستكمل دوامه فالجهاز لن يرحمه ودمتم سالمين.
بقلم أ.ضحوي منور الشمري