قبل أن أتطرق لموضوعي الذي سأتحدث فيه في هذا المقال لفت انتباهي تصريح منسوب لمعالي وزير التربية د. محمد الفارس لصحيفة الأنباء والذي فضلت أن يكون عنوان مقالي .. حيث أكد بأنه سيحاسب أي مدير ومديرة مدرسة لا يلتزم في الدوام بعد العيد مباشرة بلغة التهديد.
لقد ساءني جدا مثل هذا التصريح غير الموفق فمثل هذا الكلام لا ينبغي أن يصدر من وزير ولا يليق أن يوجه لمربين فضلاء وأساتذة هم أهل للثقة، وكان الأجدر بسعادة الوزير اختيار ألفاظ أكثر دبلوماسية .. فلم نعهد لمديري ومديرات المدارس إلا كل التزام ومثابرة وإن كان هناك متسيبين فهم بنسبة ضئيلة جداً جداً .. فلا يجب أن يحظى الغالبية بتهديد مباشر أو غير مباشر بجريرة قلة قليلة!
أعود لموضوعي، فمع نهاية العطلة الصيفية وقرب بدء العام الدراسي أود أن أشير إلى بعض ما عانى منه المعلمون والمعلمات، حتى في إجازتهم السنوية، نتيجة تحمّلهم أخطاء غيرهم، فكثير من المعلمين والمعلمات فوجئوا بتنفيذ طلبات نقلهم رغم إرسالهم طلب إلغائها إلى المناطق التعليمية، كذلك فإن عددًا من المعلمين والمعلمات حُرموا مكافأة الأعمال الممتازة بسبب عدم وجود تقييم لهم، فأين دور المناطق التعليمية في متابعة ذلك قبل نهاية العام الدراسي؟
فقد بلغ عدد المعلمين الذين لم يحصلوا على الأعمال الممتازة بسبب عدم وجود تقييم لهم _ وفق إحصائية رسمية حصلت عليها_ 3752 معلما و716 إداريا؛ وهذا يعني أن أمامهم مشواراً طويلاً في إجراءات التظلم.
أما تسكين الشواغر، واختيار مراكز العمل في المناطق التعليمية، فليس هناك نظام متفق عليه، فلكل منطقة تعليمية نظامها الخاص بها ، والسبب في ذلك تداخل الاختصاصات بين التواجيه الفنية وبين عمل المراقبات التعليمية.
لكن سأكون متفائلاً مع قرب الانتهاء من الهيكل التنظيمي للمناطق التعليمية، وانتظار اعتماده من قطاع التعليم ومن ثم مجلس الخدمة المدنية، حيث استحدثت في الهيكل الجديد أقسام جديدة، مثل قسم للتنسيق مرتبط مباشرة مع إدارة التنسيق في الوزارة، فمثل هذا القسم سينهي مشكلة نقص الهيئات التعليمية والإشرافية في المدارس، وسيضبط عمليات النقل، لتكون أكثر دقة من ذي قبل.
أيضا تم استحداث مسميات جديدة كمشرفي ومشرفات مناوبة، ومشرفي ومشرفات المقصف المدرسي، وسيكون تعيينهم من حملة الثانوية العامة، ومنفذات الخدمة للقيام ببعض الأعمال الإدارية التي أرهقت كاهل المعلمات، وسيتم اختيارهن من القسم الإداري في المدارس، خاصة تلك المدارس التي يتكدس بها عدد كبير من الإداريات، وحسب ماعلمت من ترفض منهن سيتم نقلها إلى المناطق التعليمية.
وتأكيداً على أن رئيس القسم يقوم بدور الموجه المقيم، فقد جاء الهيكل الجديد ليضع حداً للجدل الدائم وتداخل الاختصاصات بين التواجيه الفنية والمراقبات التعليمية، فحركة التنقلات ستكون من اختصاص المراقبات التعليمية فقط، وسيقتصر دور الموجه على زيارة رئيس القسم فقط دون المعلمين، ليتفرغ لأعمال فنية بحتة، من مراجعة المناهج، وكتابة التقارير عنها، وإقامة الورش والمحاضرات، والتنمية المهنية للمعلمين، فالذي نشاهده أن من يقوم بالمحاضرات والندوات هم المعلمون أو أشخاص من خارج الميدان، ومن يضع الاختبارات الموحدة هم المعلمون، علماً أن هذا من صميم عمل الموجه وفق توصيفهم الوظيفي.
“همسة” في أذن كل مدير/ة مدرسة ورئيس/ـة قسم :
لا ترهقوا المعلمين/ـات بأعباء مالية وتربطوا ذلك بتقييم الكفاءة.
أخيراً..
أرجو لكم عاماً دراسياً جديداً ملؤه النجاح والتوفيق، وكل عام وأنتم بخير وعساكم من عواد العيد.