“اسالوهم لهدف” وعلموهم “كيف يجيبون بثقة وبلا خجل” بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

اسألوهم بهدف، وعلموهم كيف يجيبون بثقة وبلا خجل

بقلم: أ. خالد عيد العتيبي*

مع بداية كل عام دراسي، تنتشر رسائل موجهة للمعلمين تحمل مضموناً مثل: “لا تسأل طلابك أين سافروا”، والسبب هو حماية المتعلمين من الشعور بالدونية أو الحزن إذا لم يكونوا قد سافروا مقارنة بزملائهم الذين قاموا برحلات.

وما الرسالة الضمنية التي يحملها هذا النوع من التوجيهات؟ “لاتسأل عن سفرهم بداية كل عام”.

كيف يمكننا من خلال هذه المداراة المبالغ فيها تربية جيل واثق من نفسه، قادر على مواجهة الحياة بثقة؟ وفي الوقت ذاته، نحاول حمايتهم من مواجهة أبسط المواقف، مثل سؤال عابر قد يُطرح عليهم.

ماذا لو سأل المعلم “أين سافرت هذا الصيف؟” وأجاب المتعلم بكل ثقة: “لم أسافر”. هذا النوع من الإجابات يعلم أبنائنا عدم الخجل، ويعزز ثقتهم بأنفسهم. ويمكنهم أن يجيبوا بكل اعتزاز، وربما يبررون لماذا لم يسافروا إذا أرادوا.

ماذا لو زرعنا في نفوس متعلمينا القوة والصلابة، وأدركوا أن إجابتهم على أي سؤال مهما كانت لا ترفع من مقامهم ولا تنقصهم؟ فلا الذي سافر تميز بشيء خاص، ولا الذي بقي في بلده كان عاجزاً أو قاصراً.

مهمتنا كمعلمين هي تربية جيل بعيد عن الماديات والمظاهر والتباهي. جيل متوكل على الله، لا تتأثر نفسيته من سؤال عابر، ولا يبكي أو يحقد بسبب مقارنة بسيطة. هل من يدعو لتجنب مثل هذه الأسئلة يدرك أن مهمته في تنشئة جيل المستقبل تحتاج إلى أكثر من مجرد حسن نية؟

ورسالة لزملائي المعلمين والمعلمات:

بعيدا عن ماسبق أيضاً يمكن إعادة صياغة السؤال ليكون أكثر شمولية، مثل “كيف قضيت إجازتك الصيفية؟” أو “ما الشيء الممتع الذي فعلته هذا الصيف؟”. هذا يتيح لجميع المتعلمين فرصة المشاركة بغض النظر عن ظروفهم وبعيداً عن خلق فروق طبقية غير مرغوبة. لذا، من الأفضل التركيز على التجارب الشخصية.

ولذلك من المهم أن ندرك أن الأسئلة التي يطرحها المعلمون يجب أن تكون مقصودة وذات هدف. سواء كان الهدف هو تمهيد لموضوع معين، أو فتح آفاق ذهنية جديدة، أو إذابة الجليد بين المتعلمين، أو تكوين صورة شاملة عن المتعلم، فإن لكل سؤال كيفية ومساحة وحدود يجب أن يعيها المعلم.

ختاماً،

أخي المعلم، أختي المعلمة،

اسألوا كما شئتم، ولكن بهدف وغاية ومعالجة.

وأخي ولي الأمر، أختي ولية الأمر،

إذا أتى (ابنك/بنتك) باكيين من سؤال عابر طُرِح عليهم، لا تنزعج من السؤال بل انزعج من ردة فعله. ابنك يحتاج إلى توعية، يحتاج إلى تقوية شخصيته وزرع الثقة في نفسه.

اللهم أدم علينا الأمن والأمان والخير الذي ننعم به.

عن moalem

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

7 تعليقات

  1. دايما متميز ابوعبدالله في طرحك وفقك الله

  2. كلام جميل وفي قمه الروعه ومن الاصل ان سؤال الطالب في اي مكان سافر له وحتى لو لم يسافر هذا يكون من كسر الحاجز بين الطالب ومعلمه وان يكون للطالب الجرأه في الرد وعدم الخجل

  3. انا معك فى هذا الطرح .. ??

  4. طيب الله فاهك يااستاذ

  5. كلام صحيح ١٠٠٪‏
    يعطيك العافية استاذ
    ياريت كل ولي أمر يزرع بعياله الثقة بالنفس وأهم شي القناعة القناعة القناعة

  6. يعطيك العافيه استاذ خالد
    طرح جميل
    نحتاج دونا لمن يفكر خارج الصندوق

  7. مشعل السمران

    امانةً كنت اشوف ان السؤال علط

    لكن بعد هذا المقال … لا والله إلا صحيح وكلامك عين العقل
    بارك الله فيك وجزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.