مررت على شاب في مقتبل العمر و معه بنت صغيرة لا تتعدى الـ ٣ سنوات ، و إذا به يستوقفني سائلاً : أستاذ سعد
فرددت بالإيجاب ! فعقب قائلاً بأني قمت بتدريس فصله في أحد السنوات و اجتهد ينعش ذاكرتي بالمواقف التي حصلت في تلك السنوات الا أن زحمة الأحداث و مضي السنوات كفيلتان بمسح ما تبقى من ذكريات أيام سبى هذا الشاب.
هذا الموقف و غيرها من المواقف التي يمر بها غالبية زملاء و زميلات المهنة ، تترك أثر أكثر من رائع في نفوسنا لتحدث نفسك مفتخراً ” الحمد لله ، مجهودي لم يذهب هباءاً ” .
نعم أخواني و أخواتي ، يحق لنا أن نفخر عندما نكون في ذاكرة طلابنا بعد كل هذه السنين
يحق لنا أن نفخر عندما يستوقفونا لكي يلقوا التحية علينا ، يحق لنا أن نسعد بتقدير من لتعليمهم اجتهدنا.
لذلك أوجه هذه السطور لزملائي حديثي المهنة ، لا تتذمروا من أعباء المهنة و اخلصوا بالعمل كما هو العهد في غالبيتكم ، و كونوا على يقين ، كلما زاد بذل الجهد في المهنة كلما طال بقاؤنا في ذاكرت طلابنا و هذا هو تكريم المعلم الحقيقي.
فلك الفخر أيها المعلم لعلمك بأن تعبك لن يذهب سدى في دنياك و لا عند رَبِّك بالآخرة باْذن الله.
على الهامش : مثل ما انحفر معلمين في ذاكرتك ، بدأَت اليوم ذكراك تُحفر.