لماذا بيننا مثل هؤلاء؟ بقلم : حمد السهلي

عندما ترى مدرسة ما بأن لديها طالب فاسد ، فإن أول عمل تقوم به بعد نصحه مرات وتعهدات مرات أخرى هو نقله تأديبياً بصورة فورية ، ويعود السبب فى ذلك كون هذا الطالب أصبح كالتفاحة الفاسدة التى ستؤثر حتماً على بقية التفاح ، وهذا الحل (رغم تحفظي على الطريقة فالوزارة لم تحل المشكلة بل نقلتها لمكان آخر ) لكن يبقى ذلك حل ممارس لذلك الطالب ، لكن ماهو الحل يا ترى إن كانت التفاحة الفاسدة معلماً أو رئيس قسم أو مديراً مساعداً أو حتى مدير ؟ وكلما كان المنصب أعلى كانت المصيبة أعظم ، دعونا نصيغ السؤال بصورة أخرى:
هل يفترض أن يكون مجتمع الميدان التربوي مجتمعاً فاضلاً ؟

القاعدة تقول لا يوجد على وجه الأرض تجمع بشري فاضل إنما تجد الإيجابيات والسلبيات ، وما المجتمع التربوي إلا جزء من المجتمع العام ، به ما به من الإيجابيات والسلبيات ، لا أحد ينكر ذلك ، لكن كونه يعلم إضافة للعلم مجموعة من القيم والمبادئ التربوية الصحيحة ، فلابد لأهله إن يتصفوا بتلك القيم والمبادئ ، ولله الحمد أن الغالبية هم كذلك ، لكن هناك من التفاح الفاسد ما يفسد ذلك الميدان ويشوه سمعته .

أن المعلم الحقيقي كان وسيبقى ذلك الإنسان الذى كُتبت فى فضله المقالات ، وسُطرت له القصائد ، حامل الرسالة المليئة بالقيم والمبادئ والأخلاق لينقلها عبر الأجيال ، قدوة لكل من يراه ، حامي العقيدة والفكر حتى قيل أنه كاد أن يكون رسولا،
لكن من فرط برسالته السامية ، فقد خرج عن جادة التربية والتعليم وإن كان أحد منسوبيها ، فهو قد أساء لنفسه قبل كل شيء ، يقال من فقد المال لم يفقد شىء ومن فقد الصحة فقد بعض الشىء ومن فقد الأخلاق فقد كل شىء ، فكل ما يفقده المربي يمكن تعويضه إلا الأخلاق ، لايمكن تعويضها لأنها ركام سنين طويلة .

عار على من أعتنق هذه المهنة أن يُلقى بدينه وراء ظهره
فيتساهل بالظلم والإفتراء والكذب ونقل الكلام للإفساد بين الناس ، يهمل عمله ويعتمد على غيره بإنجاز واجباته عنه ، فيصبح وجوده فى الميدان زيادة عدد وزيادة تعب .
ومن غير اللائق أن يكون مثل هؤلاء أسرع الناس ترقية ، وأكثرهم راحة واستقراراً ، ويتساوون مع من تعبوا واجتهدوا وأناروا الميدان بأدبهم وعلمهم ، فهؤلاء من يجدر أن يكون احترامهم فرض، وتكريمهم واجب .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.