بين اليوم والأمس القريب تصارعت ذكرياتي فور سماعي رد وزير التربية د. الفارس ، على المعلم الكندري من مدرسة الأيوبي بعبارته الرنّانة (الكتاب ما ينفع) ، فخرجت من صندوق ذكرياتي المغبّر بمآسي التربية واقعة حدثت في حاضر ليس ببعيد تجسد نفس الحدث والقضية المتكررة وهي إهمال صيانة المدارس ولكنها تختلف في رد الفعل للوزير آنذاك الدكتور يوسف الإبراهيم وذلك في العام الدراسي 1999-2000 ، رواها لي أحد المعلمين شهدوا تلك الواقعة:
بدأت الواقعة بقيام وزير التربية السابق د. يوسف الإبراهيم بجولة تفقدية لمدرسة نعيم بن مسعود الابتدائية الواقعة في منطقة جليب الشيوخ التابعة لمنطقة الفروانية التعليمية بناء على طلب نائب الدائرة آنذاك العضو السابق مسلم البراك بعدما وصلته شكاوى أولياء الأمور في وصفهم لحال المدرسة أن الاهمال في صيانتها وصل درجة لا تطاق ولا يصلح معها أن تكون بيئة مدرسية يتعلم فيها البشر ، وعندما دخل الوزير بمعية مدير المنطقة ومدير مكتبه ومراقب المرحلة شكى مديرها حال المدرسة والنظر يغني عن كل مقال ، وقال يا سعادة الوزير أرسلنا كتاب للمنطقة نشرح فيه حالة المدرسة وإهمال الصيانة لها ، ثم بعثنا كتاب آخر بعده بأشهر لنستفسر عن عدم الرد على الكتاب الأول !! ، هناك قال المعلم راوي الواقعة : والله لن أنسى في حياتي تلك النظرة الغاضبة التي وجهها الوزير لمدير المنطقة قائلا له :
كتابين وصلوا لك وما تحركت ؟!
ثم التفت إلى مدير المدرسة وكلامه موجه لمدير المنطقة : أستاذي الحين راح تجيك الصيانة وما راح اطلع إلا ومعاي تقرير بحالة المدرسة وما تحتاج له من صيانة ، يسرد المعلم الشاهد فيقول : وما هي الا أقل من نصف ساعة ، وجيش من العاملين فوق أسطح المدرسة وداخلها وبين الصفوف والساحات لمعاينة المدرسة وتم فعلا رفع تقرير للوزير وهو في مكتب مدير المدرسة .
والأعجب من سرعة وصول فريق الصيانة ، أن عملية ترميم المدرسة الجذرية حدثت في 4 أشهر فقط لا غير ، بدأت في إبريل وانتهت في آخر أغسطس في ذات العام !!
يا معالي الوزير …
الكتاب ينفع إذا كان هناك حزم ومتابعة
الكتاب ينفع إذا كل مسؤول تحمل مسئولياته
الكتاب ينفع إذا أدرك كل مسؤول أن حساباً عسيراً سيتلقاه لو أهمل كتاباً من مدير مدرسة