تربية الضمير بقلم الأستاذ حمد السهلي مدير مساعد بمدرسة محمود شوقي الأيوبي

 

الضمير هو ذلك الصوت النابض فى النفس البشرية ، يظهر قبل وأثناء وبعد كل عمل ، قد يتغلب الضمير على النفس فيلجمها وقد تتغلب النفس عليه فتلجمه ، وجود الإرادة القوية خلف الضمير تدعمه وتقويه ، الضمير مثله مثل أي ملكة من ملكات الإنسان تنمو بالتربية والرعاية وتضعف بالإهمال ، نقول أن الأنسان حي بحياة ضميره ، وميت بموته وإن كان يمشى ذلك الإنسان على رجليه ويأكل ويشرب ويتقلد المناصب العليا .

يتأثر الضمير بعاملين الأول حالة المجتمع ومدى رقيه وحرصه على التربية والنظام لذلك عندما تجد مجتمعاً من المجتمعات منظماً ينعكس ذلك على أبنائه وتربيتهم فيتربوا على ذلك ، ألا ترى مثلاً المجتمع المدرسي يقف احتراماً لتحية العلم ، حتى العمال رغم أنهم لا يعرفون ما سبب هذا الوقوف ، إلا أنهم ينصاعون لوجود النظام ، أما العامل الثاني المؤثر على الضمير فهو عقل الفرد ودرجة أدبه فكلما كانت تربية الفرد راقية ارتفع لديه الضمير الحي ، الذي ينعكس طبيعياً على سلوكه ، ومن الغريب أننا لا نجد للشهادة أو المنصب علاقة بالضمير ، بل من الشائع بأن العلاقة عكسية إلا من رحم ربي .

الضمير قد يُصاب بأمراض أخطرها الكذب ومشتقاته كالرياء والخداع ، لذلك يقال أن الكذب هو ذلك البرقع الذى يتخفى خلفه السارق والمرتشي والمختلس ، فإذا انتشر الكذب فى المجتمع ، انتشر التظليل وأصبح ثقافة للمجتمع ، وعندما يجد الكاذب الترحيب والقبول والتأييد فى المجتمع ، حينها تصبح الأخلاق والسلوكيات حبر على ورق فتضيع النزاهة والشفافية بين الناس ، يقول نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق النّاس بخلق حسن)
أما إذا أتبعنا السيئة السيئة فتزيد السيئات عندها يموت الضمير فلا يدرك الإنسان مخالفاته وعدوانه وهذا أكبر خطر يهدد الأفراد والمجتمعات .

أخيراً لنلتفت لمن كان ضميره حي مستقيم فلنشجعه وندعمه وننزله مكانته التى تليق به ، ونلتفت أيضاً لمن أطفأ أنوار قلبه ، ونحى ضميره جانباً ، فلننصحه بالتى هى أحسن لعله يعود للصواب والحق ، فينير ظلمة قلبه ، فيقبل على الخير ، ويترك الباطل ، فبصلاح هؤلاء يصلح المجتمع ويستقيم وتعم بركة الله – عز وجل – البلاد والعباد

عن المحرر

شاهد أيضاً

إحصائيات قسم التخطيط ببعض المناطق التعليمية بقلم: أ. خالد عيد العتيبي

إحصائيات قسم التخطيط ببعض المناطق التعليمية بقلم: أ. خالد عيد العتيبي @khalid4edu تنادي القيادات التربوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.