هل التكويت خدم العملية التعليمية أم لا ؟بقلم الأستاذ حمد السهلي

لا يختلف اثنان بأن الحق لابن البلد بمقدرات بلده ، وما إعادة تشكيل وهيكلة القوى العاملة بحيث تستثمر الطاقات الكويتية الشابة لرفع شأن البلد إلا خطوة فى الطريق الصحيح ، لكن لو أخذنا أحد قطاعات الدولة وهو قطاع التعليم كمثال فهل خدمت عملية التكويت هذا القطاع ؟ بمعنى آخر هل نهضت العملية التعليمية بعد تلك السياسة ؟

يقال بأن العلم لا وطن له ولا دين ، بل يتبع صاحبه أينما ذهب ، بمعنى إن أردنا التعليم الجيد فى مؤسساتنا التعليمية فيجب أن لا نرتبط بجنسية معينة ، وليكن معيارنا فى الاختيار المعلم المتميز بصرف النظر كان كويتياً أو أي جنسية أخرى ، فهل يتعارض هذا الكلام مع سياسة التكويت أم أنه متناسق معها ولا يوجد أي تعارض بينهما ؟

المؤيدون يقولون أن التكويت حل مشكلة كثير من الأسر بتوظيف أبنائهم ، كما قارب وجهات النظر بين الرئيس ومرؤسيه ، ويقال أن المعلم الكويتى أقرب للطالب فيفهم نفسيته ويستطيع التصرف معه ، ويقولون لولا التكويت لفسد التعليم أكثر ، هذا فضلاً عن أن التكويت حق من حقوق المواطن ، بينما المعارضون يقولون بأن التكويت زاد المشاكل والشكاوى فتجد الموظفين يشكون مسؤولهم الكويتى المتسلط ، والمسؤول الكويتى يشكي تسيب وتمرد موظفيه ، كما أنهم ينسبون تردي الوضع التعليمي بالبلد إلى التكويت فهم يقولون وإن كان هناك بعض المعلمين الوافدين السيئين الذين خربوا التعليم على حد قولهم فإنهم يرجعون السبب فى ذلك للقيادي الكويتى الذى اختارهم وجلبهم لنا ، كما أنهم يتهمون المعلمين الكويتيين بأنهم لا يملكون القدرة على توصيل المعلومة للطلبة .

وجهات نظر مختلفة بعضها مؤيد والآخر معارض ، وفى رأيي الخاص بأن التكويت ضروري فى وزارات الدولة المختلفة ، ومنها قطاع التعليم ولكن مع الحرص من قبل الوزارة على أن لا يدخل هذا المجال إلا المتميزين من أبناء الوطن ، الراغبين بهذه المهنة حباً وهواية ، ويجب أن يكون التفاضل بهذه المهنة للأكثر علم وثقافة وأدب بغض النظر عن الجنسية واللون والمذهب ، ما دام ذلك المعلم يحقق أهدافي .

أخيراً أقول بأن التعليم كان قوياً عندنا فقد كنا نبحث عن المعلمين كبحثنا عن اللؤلؤ فى البحار والمحيطات ، نتعب على المعلم المتميز ذو العلم والثقافة والأدب ، لا عن جنسيته ، لذلك كانت الكويت منارة العلم والثقافة والفن والأدب فى الخليج ، فهل التكويت يعيد لنا هذه المكانة ؟

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.