عندما رفع رؤساء أقسام المرحلة الإبتدائية قضية ضد توجه الوزارة لإسناد مهمة تدريس صف لهم ، تراجعت الوزارة عن هذا القرار إجبارياً لكنها أرادت ألا تنتقل العدوى للمراحل الأخرى ، فسارعت بتكليفهم بالتدريس والتدريب لحصص التنمية وحصص التوطين وضمنته الوثيقة الأساسية .
التنمية هى حركة بديلة للحصص المساندة ويقصد بها إسناد تدريس المتعثرين من الطلبة إلى رئيس القسم ، بينما التوطين يقصد به نقل التدريب من مراكز التدريب المعتمدة فى الوزارة إلى الميدان التربوي ، فأصبحوا رؤساء الأقسام بغض النظر عن خبراتهم ، مدربين معتمدين (حتى ولو لم يثبتوا فى مناصبهم بعد ) لدى الوزارة فى تدريب معلميهم.
التنمية والتوطين فكرتان جيدتان ولكن لأسباب عديدة أصبحتا مضيعة لليوم الدراسي وإرباك للعمل المدرسي ، فالأول يفتقد لآلية تطبيق صحيحة ، والثاني أربك الميدان التربوي .
كان الأجدى فى نظري لو كان التدريب أولاً ثم التجريب ثم التطبيق، لا أن يكون العكس ، ونحن نستغرب من وزارة لها باع طويل فى التخطيط التربوي منذ الستينيات ، أن تصدر منها قرارات ومشاريع بهذه الصورة ، صراحة إننى غير واثق أن كان للنساء ضلع بتلك القرارات والسياسات لا سيما مع تزامن ظهور تلك القرارات والسياسات مع بداية الاجتياح النسائي لوزارة التربية وضواحيها من مناطقنا التعليمية ، أم إنها صدفة ولا شيء غير الصدفة العاثرة التى جمعت الاثنين معاً وإن النساء بريئات من ذلك براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .
أخيراً لست أنا الذى يقول بل نبينا عليه الصلاة والسلام يقول:
( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) وفى رواية أخرى ( ما من عبد يسترعيه الله رعية ، فلم يحطها بنصحه ، لم يجد رائحة الجنة)
حديث لو طبق بالطريقة الصحيحة فى مجتمعاتنا فلن نجد لدينا أي مشكلات ، فلنتق الله فى تعليمنا ، مر عام على تطبيق الفكرتين ، ياليت الوزارة تعمل دراسة حقيقية لمعرفة نتائج التطبيق وهل نحن نسير فى الطريق الصحيح أم لا ؟ ولنطلع أهل الميدان على النتائج ، فأهل الميدان ليسوا أعداءكم بل الجميع على مركب واحد والهدف واحد ، ليس عيباً أن نعترف بخطأ وجدناه ، ونسعى لتصحيحه ولكن العيب كل العيب أن نستمر به بغرور وعنجهية بعدما عرفناه .