التنمية والتوطين .. مهام أم أعباء جديدة؟ بقلم الأستاذ حمد السهلي مدير مساعد بمدرسة محمود شوقي الأيوبي.إ.بنين

 

عندما رفع رؤساء أقسام المرحلة الإبتدائية قضية ضد توجه الوزارة لإسناد مهمة تدريس صف لهم ، تراجعت الوزارة عن هذا القرار إجبارياً لكنها أرادت ألا تنتقل العدوى للمراحل الأخرى ، فسارعت بتكليفهم بالتدريس والتدريب لحصص التنمية وحصص التوطين وضمنته الوثيقة الأساسية .
التنمية هى حركة بديلة للحصص المساندة ويقصد بها إسناد تدريس المتعثرين من الطلبة إلى رئيس القسم ، بينما التوطين يقصد به نقل التدريب من مراكز التدريب المعتمدة فى الوزارة إلى الميدان التربوي ، فأصبحوا رؤساء الأقسام بغض النظر عن خبراتهم ، مدربين معتمدين (حتى ولو لم يثبتوا فى مناصبهم بعد ) لدى الوزارة فى تدريب معلميهم.
التنمية والتوطين فكرتان جيدتان ولكن لأسباب عديدة أصبحتا مضيعة لليوم الدراسي وإرباك للعمل المدرسي ، فالأول يفتقد لآلية تطبيق صحيحة ، والثاني أربك الميدان التربوي .
كان الأجدى فى نظري لو كان التدريب أولاً ثم التجريب ثم التطبيق، لا أن يكون العكس ، ونحن نستغرب من وزارة لها باع طويل فى التخطيط التربوي منذ الستينيات ، أن تصدر منها قرارات ومشاريع بهذه الصورة ، صراحة إننى غير واثق أن كان للنساء ضلع بتلك القرارات والسياسات لا سيما مع تزامن ظهور تلك القرارات والسياسات مع بداية الاجتياح النسائي لوزارة التربية وضواحيها من مناطقنا التعليمية ، أم إنها صدفة ولا شيء غير الصدفة العاثرة التى جمعت الاثنين معاً وإن النساء بريئات من ذلك براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .

أخيراً لست أنا الذى يقول بل نبينا عليه الصلاة والسلام يقول:
( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) وفى رواية أخرى ( ما من عبد يسترعيه الله رعية ، فلم يحطها بنصحه ، لم يجد رائحة الجنة)
حديث لو طبق بالطريقة الصحيحة فى مجتمعاتنا فلن نجد لدينا أي مشكلات ، فلنتق الله فى تعليمنا ، مر عام على تطبيق الفكرتين ، ياليت الوزارة تعمل دراسة حقيقية لمعرفة نتائج التطبيق وهل نحن نسير فى الطريق الصحيح أم لا ؟ ولنطلع أهل الميدان على النتائج ، فأهل الميدان ليسوا أعداءكم بل الجميع على مركب واحد والهدف واحد ، ليس عيباً أن نعترف بخطأ وجدناه ، ونسعى لتصحيحه ولكن العيب كل العيب أن نستمر به بغرور وعنجهية بعدما عرفناه .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.