قبلة على جبين الوطن بقلم الأستاذ حمد السهلي

 

تمر الأيام ويزداد حب هذه الأرض الطيبة يوماً بعد يوم ، حب شربناه منذ الولادة وتربينا عليه ، فهو البطن الثاني الذى حملنا بعد بطن الأم ، على ترابه حبونا ومشينا ، وفى كنفه ترعرعنا، تغطينا سماؤه ، ونتنفس هواءه ، كل أبناء بلدي كذلك إلا من أصابه وحل العقوق ، فظن أن حبه لوطنه شعاراً يرفعه أو أغنية يرددها أو ملصقاً يضعه أو علماً يزينه أو شعراً يقبض ثمنه ، كل ذلك حب صوري لا يصل للحب الحقيقي للوطن ، فحب الوطن أعمق من ذلك كله ، فالوطن الذى لم يبخل علينا بشىء يستحق منا أن نبنيه لا نهدمه ، نحترم قوانينه ، لا نسرقه ولا نغشه ، لا نكون عوناً لعدوه عليه بل نكون سيفه ودرعه ، لا نزرع الفتن بين أفراده فما مزق الصفوف على مر التاريخ إلا الفتن ، إن أضعف الإيمان إن كنت لا أستطيع الإصلاح ألا أسعى للفساد ، أضع يدي بيد كل من يسعى للبناء ، ولتكن عيناي عيناً يقظة فى النهار وعيناً حارسة بالليل ، أرأيت لو وضع عزيزاً عليك أمانة غالية الثمن عندك ، فكيف ستحفظها ؟

أن أعز ما يملك الإنسان بعد الدين هو الوطن ، وما يزيد الفساد فى بلد إلا عندما يرخص فى أعين أهله ، وما الفساد إلا الشرارة الأولى لضياع الأمن الاجتماعي والاقتصادي والإداري وبالتالي دمار المجتمع بأكمله فلنحذر من ذلك .

أخيراً أقول الحمد لله وحده على نعمة الاستقلال والتحرير والأمن والآمان تحت قيادة حكيمة وأسرة كريمة ، سائلين العزيز القدير أن يحفظ ديننا وبلادنا الكويت الغالية وأن يعزها بعزه ويكرمها من فضله وأن يحفظ حكامنا ويعينهم على تحمل المسؤولية ، وأن يحفظ كل من يسكن كويتنا الحبيبة وأن يعم الأمن والأمان جميع البلاد الإسلامية ، اللهم آمين .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.