هل لثقافة المجتمع دور في فساد التعليم؟! أ.باسل الزير

قانونان يحكمان البشر كما يقول به الفلاسفة وعلماء النفس: اللذة والألم . فالنفس تحب أن تسلك طريق اللذة السهل ، وتتجنب طريق الألم الصعب. فالحرام غير مكلف ، والحلال مكلف . والدراسة والنجاح والتفوق وطلب المعالي، يحتاج منا للكد والعناء وسهر الليالي . وكما قال المتنبي :
تُريدين لقيان المعالي رخيصة ولا بد دون الشهد من إبر النحل
فالطريق إلى قمم الجبال ،يحتاج منا إلى الصعود، وتكبد العناء ،وعرق الجباه، وليس بالسهر والنوم ومتابعة المسلسلات …ورحم الله الجرجاني حيث قال :
أأبيت سهران الدجى وتبيته نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي؟؟
فطلب العلم لا يدرك بالتمني ، ولا ينال بسوف ولعل ولو أني..
ونحن نظن أن بالمال ، نستطيع أن نحل كل المستحيلات والمشكلات، ولكن لم نعلم أن أفقر الناس أولئك الذين لا يملكون في حياتهم سوى المال؟!!
وكما للفقر من سلبيات اجتماعية، فكذلك للغنى والترف خطايا وسلبيات أكبر وأعظم وأجل، وليتنا نعتبر من الآية الكريمة “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ” فنحن نعيش في مجتمع مرفه بالخدم والحشم والسواق، فترك الأب والأم تربية الأبناء للخدم، ففسدت التربية والأخلاق ، وآية ذلك ما نراه من تفكك اجتماعي وكثرة الطلاق على أتفه الأسباب، والسبب الركون للدعة والكسل والعجز، وتخلي كلٌ عن مسؤولياته وواجباته ..
فكذلك هو التعليم فسد بثقافة المجتمع الغنية .. فلنتساءل ؟؟ إن حق لنا التساؤل ؟؟
كم منا نجح بالواسطات والغش والتسهيلات في المدارس والجامعات ،بالدرهم والدينار؟!!
كم منا تعين ،بشهادات عليا مضروبة، من دول منكوبة ،بأعداد مهولة ، في الكليات والمعاهد والوزارات ؟!!
هل نسب النجاح العالية ، تعكس حقيقة تعلم الطلاب ؟؟، أم أن اختبارات القبول والأيزو فضحتنا على أعين الناس؟!!
كم لعب فينا خشمك وابن عمك والواسطات في التعينات، من أجل سياسات الكراسي والانتخابات؟!!
إن التعليم فسد في كل النواحي بدأ من التعليم المبكر “رياض الأطفال “وانتهاء بأعلى الشهادات والدكتوراه، ونحن نلقي اللائمة على الدولة والزمان..
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
فثقافتنا الكويتية هي جزء لا يتجزأ من منظومة الفساد، فهي مشاركة بها مهما توارينا عن الأنظار، ومهما حاولنا أن ندس رؤوسنا في الرمال..
يقول الله تعالى :
“أولما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم”
فإن كان للدولة جزء في الفساد ، فلنا نحن أجزاء من ذلك ،ولثقافتنا لا شك جزء منها ، ولكن الجمل لا يرى اعوجاج رقبته!!
والحل بتغيير ثقافة المجتمع ، وأن نرى العيب فينا بداية ونتحمل المسؤولية الملقاة على عتقانا كوننا جزء من هذه المشكلة ، فالمشكلة طويلة الأجل ، وتحتاج لسنوات من تغيير ثقافتنا الاستهلاكية وعدم المسؤولية ،وانغماسنا في بحار اللذة إلى التحول لقليل من الألم والعناء ، فالأمر جلل ، ولابد من زراعة الوعي وتثقيف العباد..
اللهم هل بلغت؟؟..
baselalzeer@twitter
الموجه الفني للدارسات الفلسفية / باسل الزير

عن moalem

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.