إن النجاح في المهن المختلفة ومنها التعليم يعتمد على جوانب عديدة رئيسة ، من أهمها تلك الدوافع النفسية والذاتية إتجاه التعليم والتي تكون الوقود المتجدد الذي يشحذ الهمم ويعين على حل المشكلات ويحفز الإبداع ويهيئ جو الإبتكار ويخلق بيئة الجذب للمتعلم .
وهذه الدوافع في نفس المعلم لها دور كبير في بناء جسور التعاون بينه وبين إدارته في المدرسة
حيث أن الصفات السلبية إتجاه الوظيفة تكون شبه منعدمة مما يعين على تجاوز المشكلات بشتى صورها في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة وإرضاء التطلعات المرجوة.
وعند النظر في أحوال بعض المعلمين نرى أنه لايمتلك شئ من هذه الدوافع ، مما يقتل الرغبة في التطوير وإرادة التغير وصعوبة تفهم المستجدات والتنصل من المسؤليات، إضافة إلى حالات الصدام المتكرر مع الإدارة المدرسية بسبب كثرة الإستذان أو التأخير
ومن هنا نعلم أننا نحتاج إلى الدعم المعنوي والتحفيز المستمر لهذه الفئة من خلال صنع إدارات مدرسية قادرة على بذل الجهد الكافي في سبيل بث الشعور بالمسؤولية لدى معلميها ونفض التراكمات الإنسحابية لديهم إتجاه المهنة وذلك من خلال إعداد جلسات حوارية ونقاشية فعالة متضمنة عرضا للمواقف التعليمية المختلفة فيتمكن من طريقها التسلل إلى العقل الوظيفي والتعرف على مسببات ذلك الإحباط وعوامل ذلك الإنسحاب ثم السعى الحثيث والمستمر والجاد في العلاج والتغير بما يتناسب مع حجم المعنيين
فحقيقة الأمر اليوم أن المعلم برغم ما قدم له من دعم مادي إلا أن ملامح الكآبة الوظيفية وعدم الرغبة والدافعية للعمل واضحة جلية ، وهذا ما يجعلنا نهتم اهتماماً بالغا بالجانب المعنوي والنفسي، فكثير من مسؤولي الإدارات المدرسية لايهتم كثيراً بهذا الجانب ويتسرع بإصدار الأحكام اتجاه المعلم بل وينفذها دون أن يقدم شيئاً من محاولات الإصلاح المتعددة.
كما أن دور كليات التربية في تهيئة المعلمين للحاق بسلك التعليم لابد أن يتمحور في جوانب تتعلق بإدارة الصف وفن التعامل مع أنماط المتعلمين وحسن استخدام وتوظيف الوسائل التعليمية ، والإطلاع على استراتيجيات التعلم وأساليب التقويم المطلوبة وطرائقها،
وهذا لأن الطالب عندما يتخرج ويبدأ مشوارة في التدريس فإنه لا يلبث أن يظهر على تقاسيم وجهه الحيرة والتيه إذ أن ما تعلمه في الجامعة لا يعد شيئاً في مقابل ما سيقوم به من أعباء ومهام ،فيتولد لديه بعد زمن شعور باليأس بسبب عدم قدرته على الإنجاز ليضيق به مكان العمل ويثقل عليه أداء أي مهمة