“تملق لتتألق أو تملق لتتسلق”
مبدأ إن صح التعبير شهير يتيح لأصحاب النفوس الضعيفةاستخدام طرق مختلفة وملتوية للوصول لمبتغاهم والسعي للحصول على رضا مدرائهم الذي يكون بمثابة “صكوك الغفران” وبالتالي يكون هو المقرب ذو الحظوة عند المدير وتكون الطريق سالكة للحصول على التقييم المرتفع.
ولعل أهم مايربك العمل التربوي هو ” التملق الوظيفي “.
فالتملق سواء كان من معلم أو معلمة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفاشلين، فنرى المتملق وحتى يداري سوءته وفشله وعدم نجاحه سواء في حياته الشخصية أو في ضعف أدائه الوظيفي يقوم بمداهنة مرؤوسيه فالمتملق أشبه بالممثل , أو البهلوان الذي يجيد لعب الأدوار , فهو يلاقي كل إنسان بوجه ويحدثه بنغم ويضرب على الوتر الذي يرضي صوت مديره ويشجيه…
وهذا المشهد يتكرر كثيراً سواء في مدارس المعلمين والمعلمات فنرى بعض المعلمات يتوددن تودداً مزيفاً للمديرة وإن كانت المديرة من اللاتي يعشقن السوالف والقيل والقال فقد “وافق شن طبقه” كما قيلظ. والأخطر من ذلك ليس في توددها فقط بل يتعدى عند بعضهن ليكون سببا في اتهام الآخرين جزافا وفي تأجيج النزاعات والفرقة بين المعلمات والمديرة أو المديرة المساعدة.
وحتى نكون منصفين …
فالمتملق يمتلك صفه لربما لا يمتلكها غيره وهي القدرة على استلطاف المدير مما يجعل منه شخص متألق …
فبينما المتملق منهمك بالحفر لمنافسيه والوشاية بهم تجد المعلم المجتهد يحاول بشتى الطرق بالإنهماك بزيادة مهاراته من خلال الدورات التدريبيه والتنمية الذاتية.
وفي النهايه تتساوى الكفتان وربما تميل إحداهما وترجح كفة المتملق ولكن أساليبهم تلك يجب لا تنطلي على المدير الواعي والقائد .
يقول الشاعر:
لا خيـر في ود امرء متملق .. حلو اللســـان وقلبه يتلهب
يلقــاك يحلف أنه بك واثق .. وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة .. ويروغ منك كما يروغ الثعلب
فإلى المدراء والرؤساء ، أصحاب العقول النيرة ممن يعرف المتملقين بسيماهم
إن التملق داء ليس له إلا دواء واحد…. وهو مواجهة المتملق وكشف ألاعيبهم وخططهم ..وعدم الإصغاء لهم وتصديق وشايتهم بالآخرين .
دمتم بود