كفانا مجاملات بقلم: أ. حمد السهلي

الميدان يغلي والبرلمان يصرخ والطلاب معتصمون والسبب أمران  .
الأمر الأول هو تدوير مديري المدارس ، ولا أرى فى ذلك بأساً لأنه وبصراحة  يوجد بعض من مديري المدارس من لم يؤد الأمانة كما ينبغي ، فكم سمعنا عن  مديري مدارس قدموا تسهيلات لأبنائهم أو لأبناء أقاربهم وتخرجوا بنسب عالية وحجزوا مقاعدهم في البعثات من غير وجه حق وهذا فيه ظلم لبقية الطلبة.
ومن الطبيعي بأن مديري المدارس ليسوا بمثل هذا المدير فمنهم من هو كفؤ قادر على إدارة وزارة وليس مدرسة ولكن كما يقال: التفاحة الفاسدة تفسد الصندوق .

أما بالنسبة للغش ولائحته الجديدة فلي وقفة معه ، عندما كنا شباباً كنا نستغرب ونستهجن كل من يحاول الغش ، كان عيباً عاماً ليس على مقاعد الدراسة وحسب بل فى كل مكان فى الدولة ، بدءاً من الطالب وما دونه إلى المعلم والموظف والوزير وما فوقه ، حتى وصل الحال ببعض هؤلاء الفاسدين بأن يخفي جريمته حتى لا تعلم شماله ما اقترفت يمينه ، كان جرماً كبيراً أن تغش أو تختلس أو تقبل رشوة ، وكنا فى ثمانينيات القرن الماضي ندهش ونستغرب على دول عربية و إسلامية كيف تقبل بانتشار الغش والفساد فيها ؟ واليوم نحرز نحن المراكز المتقدمة فى الغش والفساد ، حقيقة مؤلمة ودائماً الحقيقة مؤلمة ، ولكن يجب أن تُقال .
نحن نشد على يد الوزير بمحاربة الغش ونقول له استمر
ولتكن حرباً ضارية على الغش فى مفاصل الوزارة كلها بدءاً من الإبتدائي مروراً بالمتوسط والثانوي ، استمر حتى بالوزارة من حراس الوزارة الى الوكلاء مروراً باللجان والتعيينات والتنقلات والترقيات ثم أعرج على المخازن والتوريدات والمنشآت نهاية بالمناطق التعليمية وما يدور فيها ، ولا تنسى أصحاب الشهادات العليا دقق بها جيداً فقد زادت بعد الكادر بشكل ملفت للنظر ، ابحث فى كل تلك الأمور وستجد ما ينسيك لائحة الغش لأبنائك طلاب المرحلة الثانوية.
هؤلاء الطلاب الذين أعتصموا أمام مكتب الوزير ، ما هم إلا نموذج وجدوا الغشاش صار مديراً ورئيساً وعضواً فى مجتمع سكت عن الفساد ، حتى أصبح عرفاً ، نحن مجتمع نصفق للخطأ ، فلا نستغرب إنتفاضتهم من أجل الخطأ ضانين بأنه الصواب .
أخيراً أرى بأن قانون الغش القديم فعال ومناسب ولاداعي بأن أشدد العقوبة ، يبقى تفعيل القانون وتطبيقه التطبيق الصحيح وهذا فى إعتقادي ليس ذنب هؤلاء الطلاب ، بل ذنب اللجان العاملة فهم من يتحمل نتائج التقصير ولذلك أرى تدوير مديري مدارس المرحلة الثانوية  بين المناطق التعليمية أجدى من تدويرهم داخل المنطقة التعليمية .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.