المؤسسات التعليمية بين الهدم والبناء بقلم: أ.حمد السهلي

 تحرص الدول التى تنشد التقدم والرفعة على محاربة الفساد وأهله ، ويزداد حرصها إن كان هذا الفساد يمس المؤسسات التعليمية ، لأنه وببساطه عواقبه لا تمس مجموعة بل تمس المجتمع بأسره وتنال من كل فرد من أفراده  ، وما نحن فيه اليوم من أخطاء طبية وهندسية وتعليمية ما هي إلا عواقب ما فعله الفاسدون بنا على مدى سنوات طويلة، لم نرغب وقتها فى تصحيحها ، ظناً منا بأن الزمن سيصحح الأخطاء والمشاكل وغفلنا عن الأخطاء والمشاكل لا يحلها التغافل عنها . 

عندما دمر العدوان الجائر على الكويت منصات العلم والمعرفة فقد دمرها دماراً ظاهرياً ، وما يفعله الفاسدون منذ التحرير بالتربية والتعليم أخطر من ذلك بكثير فدمار هؤلاء باطنياً لا يظهر للعيان .

إن دمار العدو الغازي للبنية التحتية أثناء الغزو ، واجهته الحكومة بعد نصر الله – عز وجل – وحده لنا على عدونا بالترميم والتصحيح  ، وبحمد الله فقد تم ترميم 460 مدرسة في مختلف المناطق خلال فترة وجيزة لم تتجاوز الخمسة أشهر بعد التحرير ، ولا أنسى مشهد إشعال سمو الشيخ جابر رحمه الله شعلة العلم ليحملها أحد أبنائه الطلبة منطلقاً بها من قصر بيان لمدرسة عثمان عبداللطيف العثمان والتى كانت مقر الاحتفال إيذاناً بعودة دور العلم لتمارس عملها بإنارة القلوب والعقول ، ومنذ ذلك الحين ومع تعاقب ما يقارب الخمسة عشر وزيراً على الوزارة بدءاً من دكتور الفلسفة الإسلامية أحمد الربعي ( لم أذكر وزيري الغزو والتحرير والتعمير الدكتور عبدالله الغنيم والدكتور سليمان البدر لأن فترتهما فترة استثنائية ) ولكن فترة أبو قتيبة رحمه الله فترة جهاد مع الفساد والمفسدين ولكنه لم يصمد طويلاً فشبّه التربية بالهرم المقلوب ، وتوالى الوزراء من بعده بين من حاول تصحيح الهرم وبين من اكتفى وسكت ، بين من أطلق يديه بالمشاريع وبين مخطط استراتيجيات ومطور مناهج ربما نجحت بعض الأفكار ، ولكن للأسف دفعت التربية الأموال وجندت الجهود والنتيجة لم يتحقق التطور والتقدم ، فضاعت الأجيال جيل بعد جيل .

أخيراً أقول إن ما مرت به مسيرة التعليم لدينا منذ التحرير تخبرنا بأنه لم نكن نعاني قلة أموال أو قلة قرارات أو مشاريع أو خطط بل تخبرنا بأننا بأمس الحاجة لعقول راجحة ونوايا صادقة لكي ينهض تعليمنا .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.