المدارس .. بيئات جاذبة أم كاذبة ؟ بقلم الأستاذ حمد السهلي مدير مساعد بمدرسة مزعل هزاع الصلال .إ. بنين

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق قطار التعليم لعامه الجديد الذي نسأل الله – عز وجل – أن يجعله عام خير وبركة للجميع .

العامل النفسي في الأيام الأولى عامل مهم جداً للتلاميذ بشكل عام ولتلاميذ المرحلة الابتدائية بشكل خاص . 

إن نفسيات التلاميذ هى التى تحدد مستقبلهم ومصيرهم الدراسي . فالكثير من التلاميذ الذين تركوا الدراسة أو كرهوها بسبب كلمة محبطة ، أو حركة فى لحظة غضب دفعوا ثمنها طوال سنوات دراستهم  ، وبالمقابل كم من كلمة طيبة وقدوة حسنة صنعت نابغة ومتميزا ، يعتمد على نفسه ، ويعتمد الوطن عليه .

هذا الموضوع ليس بالموضوع الجديد فهو يتكرر كل عام حيث نجد التوتر والقلق فى أعين أبنائنا فى اليوم الأول وهذا أمر طبيعي ولكن أن يستمر هذا القلق والتوتر والكره طوال العام فهذا الأمر غير طبيعي ويجب البحث عن الأسباب والبدء فى العلاج فوراً .

أجريت دراسات عديدة على أسباب كره تلميذ المرحلة الابتدائية للمدرسة وخلصت تلك الدراسات للتالي  :

تلميذ المرحلة الإبتدائية يحتاج من يتعاطف معه ويضع نفسه موضع الوالدين له ، وهذه الصفة ليست موجودة فى جميع المعلمين والمعلمات للأسف كذلك تقول التقارير  بأن تلميذ المرحلة الابتدائية يعتبر المدرسة سجناً له عندما تقيده بتعليمات صارمة وتلوح له بالعقاب، أيضاً صعوبة المناهج تزرع الاحباط فى نفسه وأنه عاجز ففشله فى حل مسألة رياضية مثلاً تفوق قدراته تنمي لديه الاستعداد للفشل فى كل محاولة أخرى ،  كل ذلك وأكثر جعلت المدرسة مكاناً لا يفضله التلاميذ ، فأين هى تلك البيئات الجاذبة التى نسمع بها ولا نراها واقعاً فى مدارسنا ؟

أخيراً البيئة الجاذبة للمرحلة الابتدائية تعني أيضا أن لا نرهق الطالب بمناهج كثيرة ليس لها داعٍ ، على سبيل المثال إن ما استفاده تلميذ المرحلة الابتدائية من دراسة لغتين فى هذه المرحلة هو أنه أضاعهما معاً ، كذلك البيئة الجاذبة لا تحدث مع دوام يمتد إلى ما يقارب صلاة العصر وقلناها مرارا وتكراراً بأن الحصة الأخيرة لا جدوى منها فعلياً  فالدراسة من الصباح حتى صلاة الظهر مناسبة جداً لتلاميذ هذه المرحلة ، البيئة الجاذبة لا تحدث فى مرحلة مهملة فى الدقة فى اختيار معلميها من حيث استعداداتهم للتعامل مع هذه الفئة من التلاميذ، خطوات كثيرة يجب عملها حتى يمكننا نقل مدارسنا من بيئات كاذبة إلى بيئات جاذبة والحقيقة المؤلمة أنه لم يأتِ وزيرا للتربية يجرؤ على هذا التغيير!

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.