قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل».. انها مقولة قديمة متجددة، ويحتاجها كل معلم وكل مربٍّ وكل رب أسرة، خاصة في وقتنا الحالي، وذلك لازدياد وكثرة تعلق أولادنا بالألعاب الالكترونية، فجميعنا يعاني من هذه المشكلة وهو يربي أولاده، وقلة من الناس من ينتبه ويدرك سلبيات الألعاب الالكترونية ومدى خطورتها على أبنائنا.
فلو دققنا في مقولة عمر، رضي الله عنه، لوجدناها تناسب كل الازمان، فمن يتعلم السباحة سوف يقوي كل عضلات جسمه، وتقوى بذلك شخصية من تعلمها وممارسته لهذه المهارة، ويكون قوي البنية، ونتذكر هنا ابنة الرجل الصالح عندما قالت لأبيها «يا أبتِ استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين».
فالأسرة تنشئ في أبنائها الصدق والأمانة، وهاتان الصفتان من أسمى القيم الأخلاقية، التي تحلى بها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد التنشئة تعلم الأبناء على بناء الشخصية من خلال ممارسة بعض الألعاب، مثل السباحة، فيصبح قوي الجسد متزناً، ويملك شخصية قادرة على استكمال المهارات العقلية من علوم المدرسة وغيرها.
اما تعلم مهارة الرماية فهي افضل من تعلم الألعاب الالكترونية، ومجتمعنا فيه ولديه الكثير من الأندية لمثل هذه الأنشطة، وهذه الألعاب تعطي وتزيد الثقة بالنفس وتعلم الشخص التحمل والصبر وتقوي لديه روح المنافسة.
وكذلك «ركوب الخيل»، التي يراها الكثير أنها تعلم مهارة السيارة في وقتنا الحالي، فكم رائعة تلك المقولة، وكم تحافظ على التوازن الاسري والاجتماعي، وتساهم في بناء الفكر، كما تساهم في بناء الجسد، وتعزز لدى الكثير روح التعاون والمنافسة، وتخلق لدى الشخص رغبات غير متوقعة وامكانات عظيمة داخل نفسه، وتكشف له قدراته ومواهبه.
فهي مقولة اعتقد ان مجتمعنا وأسرنا يحتاجونها في هذا الوقت.
د . مزيد عبدالله المطيري
mazyad526@gmail.com