طالما خطط المخططون التربويون ورسموا الرؤى والرسالات لكي تصبح المدرسة بيئة جاذبة للمتعلم ، ولم يفكروا يوماً بأن يجعلوها جاذبة للمعلم ، تنقلات هنا وهناك وندب وشد وجذب يعيشها الميدان حتى أصبحت بعض البيئات المدرسية بيئات غير صحية ، ولأننا لم نسمع الطرفين فلن نحكم بالحق مع من ؟ ولكن سأتناول بحديثى هذا الحلقة الأقوى وهى إدارة المدرسة بدءاً من رئيس القسم ومرورا بالمدراء المساعدين وختاماً بمدير المدرسة وهى المجموعة المنوط بها تهيئة البيئة التعليمية المحببة لدى البقية سواء معلمين أو إداريين أو حتى عمال المدرسة وحراسها ، لن أتكلم عن غرف المعلمين ومكاتبهم وإن كان هذا من ضمن حقوقهم ، ولكنني سأركز على العلاقات والتعاملات داخل الميدان .
دور إدارة المدرسة مهم وحساس فى رفع معنويات العاملين وجعلهم أكثر فاعلية ، والإدارة الناجحة هى من تتمكن من جعل العاملين لديها يفعلون ما تريد وهم راغبون بذلك ، لا أن يتعاملوا معهم كأعداء أو خدام .
الدراسات تقول بأن الإنسان يقضى ثلث عمره فى العمل لذا يجب على الإدارات المدرسية أن تلتفت لذلك وتصنع بيئة جاذبة للعاملين بشكل عام وللمتميزين منهم بشكل خاص ، إن بحثنا عن حاجات الموظفين فى العمل سنجد انها تتركز على ثلاثة أمور :العدالة فى التعامل وتقدير لشخصه وجهوده ، والاستماع لهمومه ومشكلاته .
اجتياز اختبارات ومقابلات لا تعني بأنك اصبحت رئيساً أو مديراً ناجحا فتلك الاختبارات والمقابلات لا تقيس ما يمتلكه الانسان من مهارات مثل حسن الاستماع للآخرين والتفاوض واتخاذ القرارات وإدارة الاجتماعات ؟ الدليل القاطع هو الميدان كيف تعاملك مع موظفيك ؟ ماهو الأثر الذى تركته لهم ؟ ماذا تعلموا منك ؟ هل سعيت بالمدرسة للتميز والنجاح داخلياً وخارجياً ؟ البعض يهمه النجاح أمام الأعلام والاضواء ولكن داخل المدرسة صراعات وخلافات وفوضى ، والعكس صحيح تجد هناك إدارات ناجحة داخلياً وخارجياً ولا تحرص على الظهور الاعلامي.
أخيراً أقول لا تعاملوا موظفيكم والمواقف التى تمرون بها بسياسة واحدة بل لكل موظف حسب حالته ولكل موقف حسب اجراءاته التى تناسبه ، إن هروب موظف جيد منك دليل على إدارتك الخاطئة ، كثير من المؤسسات حتى الغير تربوية تحرص على موظفيها الجيدين وتتمسك بهم ، وتتخلص فوراً من السيئين مهما كانت مناصبهم الذين يعيقون العمل والإنجاز ، إن ممارستك لتلك الفنون لا يعيق الحدود المهنية التى يجب أن يلتزم بها الجميع ، هذه بعض الافكار لجعل الميدان بيئة نقية صحية لكي يلتفت اهله لأمور أخرى أكثر أهمية .