فكرة منهج الكفايات منهج تربوي يهدف لتغيير فكر الطالب من مستمع إلى صانع قرار مما قد يطور في بناء شخصيته، ويجعله شخصا قادرًا على التفكير والتحليل والنقد، لكن أصبح المنهج غير واضح نتيجة التغيرات في منهج الكفايات ، وهذا مما يؤثر على مستقبل المتعلم .
منهج الكفايات أصبح غير مفهموم عند المعلم والمتعلم والسبب كثرة التغيرات في المنهج، والمتغيرات المنتدرجة تحت إطار دراسة المنهج في الجامعة، القائم على الإستماع والتلقين، وليس على منهج الكفايات، مما يوقع المعلم في حرج لعدم معرفة طريقة التدريس ومعايير التقييم وكيف رصد الدرجات و توفير الأنشطة والواجبات ضمن الكفايات المطلوبة بالإضافة إلى توفير طرق التدريس والأساليب التعليمية التي تلائم الطلبة، وهذا غير مندرج تحت معرفة المعلم ، والواقع يشهد ذلك، هنالك العديد من اساتذة الجامعة يمارسون استراتيجيات تدريسية متنوعة ليس لها صلة ضمن دائرة منهج الكفايات مما يسبب الأرتباك للعديد من المتعلمين على أرض الواقع .
تقييم المعلم في أداء المتعلم :
عدم وضوح منهج الكفايات في الميدان التربوي يتضارب مع أفكار البعض نتيجة السنوات التي قضاها في منهج التقليدي المبني على الإستماع والتلقين والاختبارات الفصلية، فهو يختلف كليًا عن القائم على تقييم أداء وأنشطة المتعلم بشكل جماعي وعلى تقديم مشروع أو مشاركة في حل مشكلة، مما يجعل المعلم يقييم مدى استيعابهم للمنهج وأداء المتعلم، والذي يطلق عليه أحياناً التقويم البنائي ، ويعرف بأنه العملية التقويمية التي يقوم بها المعلم أثناء عملية التعلم ، وهو يبدأ مع بداية التعلم ويواكبه أثناء سير الحصة الدراسية.
ومن اساليبه: المناقشة الصفية، وملاحظة أداء الطالب، والواجبات البيتية ومتابعته، والنصائح والإرشادات، وحصص التقوية .
وعدم المعرفة لهذا المنهج يخلق عدم استقرار في توزيع الدرجات لدى المعلمين وزعزعتهم وعدم ثقتهم بهذا المنهج الجديد [ الكفايات ] فإن المعلم تعود على النمط التقليدي في التعليم ولن يرغب البعض منهم مغادرته والقفز إلى المجهول، والخوف من التقييم دون وجود دافع حقيقي متمثل بحوافز معنوية وتدريبات عملية التي توضح للمتعلم طرق التقييم، وكيفية تحقيقها، لذلك لابد على الميدان التربوي يقاوم التغيير بما يناسب الظروف والإمكانيات الواقعية للمعلم والمتعلم، في مستوى التأهيل العلمي والثقافي والعملي في ظل سمات العصر الحالي، فلذلك على إدارة قطاع البحوث التربوية والمناهج إعداد الخطط العامة لتطوير المناهج الدراسية وفق متطلبات تطوير العملية التربوية، وإعادة النظر في منهج الكفايات، وعليها أن ترصد وتحدد المشكلات والمعوقات المرتبطة بعناصر النظام التعليمي القائم على المنهج الكفايات، وإيجاد الحلول والمقترحات اللازمة من خلال إعداد البحوث والدراسات التربوية .
معاناة المعلم في تناقض منهج الكفايات وكثافة الطلاب . يعاني المعلم من مشاكل كثافة الطلاب ونقص المعلمين في بعض المدارس الذي يفوق عددهم إلى (1000)طالب كما هو في مدينة صباح الأحمد، ونعلم بأن هذه المدينة فيها كثافة سكانية، مما لايجعل المعلم يطبق نظام منهج الكفايات ويجعل لكل طالب ملف خاص لإنجازاته وتقييمه على معايير المنهج تحت كثافة الطلاب مما يخلق في الفصل فوضى وينتج منها مشاكل، والسبب عدد الطلاب في الفصل يفوق (45)مما يجعل هناك ربكة في تنظيم أداء طريقة التعليم ، فنخرج من طريق التعليم إلى طريق التنظيم، ويصبح هاجس المعلم التنظيم لا التعليم، وهذا مما يجعل المعلم لا يرغب في التدريس
والذهاب إلى مدينة صباح الأحمد، لعدم وجود حوافز منها صرف بدل الطريق والمناطق النائية للمعلمين والإداريين، والجدير بالذكر أن ديوان الخدمة المدنية قد أفاد في معرض رده على وزارة التربية والتعليم بأن مدينة صباح الأحمد السكنية لا تندرج تحت مسمى مدينة نائية، مقابل خطر الطريق من الشاحنات والحفريات، وبعد المسافة التي تقدر ١٠٠ كيلو ذهاب وإياب إلى المناطق القريبة مثل المنقف، والفحيحيل، وكذلك ما يتعرضون له من ضرر نفسي ومادي ومعنوي بشكل يومي .
ختامًا : نسأل الله أن يوفق العاملين في وزارة التربية وأن يأخذ بأيديهم إلى ما فيه الخير والصلاح، وأن يلهمهم الرشد والصواب في كل ما يقومون به، وأن يبارك في جهودهم ويعظم أجرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .