بقلم: أ. حمد السهلي
تقرير بثته منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة ( اليونسكو ) ونشر فى إحدى الصحف المحلية جاء فيه أن الكويت سجلت إخفاقات كبيرة فى مجال التعليم وأن الكويت لن تستطيع تحقيق أهداف التعليم الابتدائي إلا بعد عشر سنوات والثانوي بعد ٦٠ سنة .
أنا أرى أن هذا الكلام بداية لخصخصة التعليم أو سحب بعض الدعم، والأمر صراحة مستغرب ونحن لنا سنوات والبنك الدولي هو من يدير تعليمنا، وزارة التربية الذى ضربت بأفكار وأراء أهل الميدان عرض الحائط وسارت على خطط البنك الدولي وأفكاره والذى ذهبت أموال طائلة فى بطن ذلك البنك ليأتى تقرير أخته اليونسكو كما ذكرت .
البنك الدولي الذى تم التجديد له فى يناير الماضى هو أحد وكالات الأمم المتحدة المعنية بالتنمية وفكرته بالأساس هو مساعدة الدول المنكوبة والفقيرة لتنهض ورغم أن البنك قد صنف الكويت من ضمن البلدان ذات الدخل المرتفع إلا أن الكويت رأت مشاركة هذا البنك لها فى رسم سياسة التنمية بالبلد عامة والتربية خاصة، وقد نشر قبل أشهر تقريراً نشرته بعض الصحف المحلية يقول التقرير أن الحكومة لاتزال تصرف بسخاء وكرم نحو المواطن فى التوظيف والدعم والصحة والتعليم ويهمنا هنا التعليم الذى يقول عنه التقرير بأن الإنفاق عليه يضاهي إنفاق الدول المتقدمة، ورغم ذلك هناك تدهوراً كبيراً فى نتائج التحصيل العلمي ( وهذه مقدمة لتقرير اليونسكو الحالي )
كما ذكر التقرير بأن هناك عجز ذكوري فى الجامعة والتعليم العالي، بينما هناك عجز أنثوي فى سوق العمل. وخلص التقرير بتوصيات بأن تدوم العلاقة والشراكة بين البنك والحكومة لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية المستقبلية المرجوة، كما يسعى البنك لإيجاد حلول جذرية للبطالة الذكورية من جهة والزحف النسائي الملاحظ فى سوق العمل من جهة أخرى .انتهى التقرير وبصراحة وإن كان هذا الكلام صحيحاً فما الذى قامت به الوزارة من عام ٢٠٠٠ م إلى يومنا هذا .
من العيب بأن غيرنا يخطط لنا ويرسم استراتيجيتنا التعليمية ثم يصفعنا بتقرير يقول الكويت فاشلة تربوياً والسؤال أين القيادات والوزراء الذى تعاقبوا على الوزارة منذ ٢٠ عاماً ؟ ما الذى أنجزوه ؟ ماذا فعلوا لتصحيح الخلل ؟
فى اعتقادي الشخصى بأن الخلل يتمثل بالآتي :
فقدان المصداقية فى الإصلاح.
عدم وضع التعليم أولوية حكومية ومجتمعية.
فقدان العناية الحقيقية بالمناهج والمعلمين من حيث حسن الأختيار وحسن التدريب.
أخيراً أنا أقول بأن أهل مكة أدرى بشعابها، إن أرادوا الإصلاح حقاً؟ أما هذه التقارير ماهى إلا لأهداف معينة ستتضح فى المستقبل القريب .