تعمل وزارة التربية على تأصيل القيم التربوية وفق برنامج زمني يهدف إلى بناء شخصية المتعلم وتوجيهه نحو السلوكيات المقبولة المرتبطة بالدين الإسلامي والتراث وعادات وتقاليد المجتمع؛ و منذ بداية الشهر الجاري انطلقت قيمة “بر الوالدين وصلة الرحم”، التي يضيق لها الصدر؛ حيث تبرز بعض الممارسات غير الواعية والمغلوطة .
فيبدأ السباق المحموم حول الأفكار الجديدة تحاكي هذي القيمة والتي تتمحور في غالبها حلو الأم، فكَم عجبت عندما شاهدت لوحات موضوعة في مداخل بعض المدارس عنوانها اكتب (اسم أمك في جوالك) ، ما الفائدة المرجوة من تلك الفكرة؟ ، يالها من فكرة تعيسة لا يشعر بها إلا من ذاق مرارة الفقد! ، والبرامج الإذاعية حدث ولا حرج، التي أُخِذَتْ مشاهدها من بعض المسلسلات الدرامية
بسقوط الأم متوفاة في وسط الطابور؛ وأبناؤها حولها يبكون، مما يُثير مشاعر الأيتام في المدرسة ، فتجد نظرتهم تحكي ما في داخلهم ، لو لم تَبُحْ به دموعهم .
ولكن لا أشك أن من يقوم بمثل هذه الفعاليات لا يمكن أن يكون قاصدا جرح مشاعر الأيتام ولكن غير منا كتربويين أن نقدم مثل تلك الأفكار التي تجدد وتزيد من ألم الفقد.
فَرفقًا ببعضكم ، تحسسوا المشاعر وكونوا بلسمًا للآلام، إذ لا تستدعي تفعيل قيمة الشهر ذرف الدموع وتأجيج الأحزان ، يجب أن يكون تفعيل القيمة مرتكزًا على أُسس، وذكيًا يراعي جميع الفئات .
وهنا أنوه على دور الإدارات المدرسية بتذكير معلميها وتوجيههم للطريقة المثلى لتفعيل هذه القيمة دون اقتصارها على الأم على وجه الخصوص، وتفعيل الشق الأوسع من القيمة وهو صلة الرحم بين الأقارب ، وتفعيل دور الأخوة ، ودور المعلم المربي في المدرسة.
كما أقترح على وزارة التربية عمل استطلاع رأي لمراجعة القيم التربوية والتعديل عليها و إضافة قيم جديدة لإبراز دور الأسرة والصداقة والمعلم، كما يجب أن تواكب القيم التربوية التطورات العصرية؛ فعلى سبيل المثال لا نغفل عن سلوكيات استخدام الأجهزة الذكية وغيرها الكثير مما في جعبة أهل الميدان .
بقلم أ. شيماء العنزي