فى كل عام تتكرر مشكلة الاستعداد للعام الدراسي ، دون آلية واضحة لحل تلك المشكلة، فخذ مثلاً العامين الماضيين، في العام الأول داوم مدراء المدارس أسبوعان قبل بدء العام الدراسي ظناً منهم بأن هناك مقابل مادي لهذا العمل ، إلا أن الوزارة إلى ساعة إعداد هذه المقالة لم تسلم أياً من الذين عملوا فلساً واحداً وأنا أتحدث عن هذا الموضوع لأني كنت واحداً من هؤلاء .
تم الإتصال بنا وقطعنا إجازتنا وحضرنا أسبوعان من العمل اليومي فى منتصف أغسطس من عام 2016-2017 وفى أول اجتماع (وكان بالمناسبة آخر اجتماع ) ، سألت المسؤول الذي يجلس بجانبي فى الاجتماع فأكد لي بأن عملنا هذا بمقابل مالي ولكنه امتنع عن ذكر القيمة وعذره أنه لا يعرفها بالضبط، ولكن هناك مقابل مالي ينتظركم ، نشرت الخبر ففرح الجميع ولكن تبددت فرحتهم بعد انتهاء الأسبوعين وبدء العام الجديد فلم تؤخذ أسماء ولم يوقع أحد على أوراق مزاولة ولا غيره بل وصلت رسالة فى القروب الذي أنشئ من أجل هذا مفادها ( شكراً لجهودكم ) بعدها هلت رسائل المسؤولين عبر الواتساب بعبارة ( غادر المجموعة ) فكانت العملية برمتها كذبة إبريل فى شهر أغسطس ، ساء المدراء ما حصل ولكن ما الحيلة ؟
وفى العام الذي يليه حدثت الكارثة ، فتحت المدارس أبوابها دون تجهيزات فحدث ما حدث وسقط فيها قياديين كما تعلمون وتم تأجيل الدراسة أيام متفرقة خاصة مع موسم الأمطار .
لقد تذكرت هذه الحكاية وأنا أقرأ خبر دوام مدراء المدارس 18 أغسطس ، فهل سيتكرر سيناريو الأعوام السابقة ؟ هل يتكرر هضم حقوق العاملين ؟
بالأمس سمعت بأن إحدى شركات الحراسة التى تعاقدت معها وزارة التربية بتوفير حراس للمدارس فى إحدى المناطق التعليمية لم تسلم الحراس رواتبهم الثلاثة شهور الماضية وبذلك اجتمع المدير والحارس على نفس الهم .
فالرسالة الأولى تقول : لا يخفى على سعادتكم ماهو متعارف عليه فى مثل هذا الموضوع فى جميع أنحاء العالم بأن يُعطى كل من يعمل عملاً إضافيا مقابل مالي ، والإدارات المدرسية وقت الحاجة تجدها متفانية وخير دليل الأسبوع الأضافي فى نهاية العام الدراسي ومشاكل النظم المتكاملة ، إن بعض وزارات الدولة موظفوها عند عقد اجتماعا قد لا يتعدى الدقائق العشر يحصلون على مقابل ، فما بالنا نحن نهضم حقوق من يقطع إجازته ويعمل ما يقارب الأسبوعان ؟
أما الرسالة الثانية فتقول : على وزارة التربية مخاطبة شركات الحراسة والنظافة والتى لا تلتزم مع موظفيها بدفع رواتبهم بخطاب شديد اللهجة ولفت نظرها وتهديدها بعدم التعاون معها ، فالأمر أولاً وأخيراً يهمنا فهم حراس مؤسساتنا التعليمية وحافظين أسرارها وأمنها والقائمين بنظافتها وسلامتها .