فى الوقت الذي تتجه به الأنظار ناحية الهيئة الدولية لتقويم الإنجاز التربوي والمشرفة على اختبارات تيمز منتظرة نتائج اختبارات تيمز 2019 فإن أنظارنا نحن تتجه الى تعليمنا الذي نسعى بأن يكون أفضل مما هو عليه اليوم بغض النظر عن ترتيبنا فى ذلك التقييم أو ذاك .
عندما يصيب الدول المتقدمة خلل يعيقها عن التقدم والنجاح فإنها تلتفت أولاً إلى نظامها التعليمي وتقوم بمراجعته وتعديله إن لزم الأمر ، الجميع يعلم بأن تعليمنا تطوقه المشكلات من كل صوب ونحن على يقين تام بأن حل تلك المشكلات لا يأتي بين ليلة وضحاها ، فالأمر يحتاج لانتفاضة بلد لا سيما فى ظل سماء تعليمية عالمية لا تخلو من التلوث المعرفي والفكري .
لن اخوض فى تلك المشكلات فقد باتت يعرفها الجميع ، ولكن مايهمني لإصلاح التعليم هو صلاح واستقامة المشرفين على التعليم من مسئولين ومعلمين ففي وجودهم يصلح التعليم ويزدهر ، قائمين على التعليم لا يخادعون الآخرين وهذا سر قوة التعليم فى الكويت فى بداياته ، فإصلاح التعليم لا يتم إلا بوجود معلمين لا شغل لديهم إلا التعليم ، يحترمون مهنتهم لكي يحترمهم الناس ، معلمين صالحين مصلحين على قدر كبير من العلم والمعرفة ، ومسئولين أصحاب وعي وفكر نير ، قرارتهم دائماً صائبة ، ومناهج إبداعية تواكب التطور ومحافظة على عقيدتنا وعادات مجتمعنا وأخلاقه ، نافعة وتلامس واقع الطالب وتساعده فى استغنائه عن الناس ، لا أن يتعلم الطالب من أجل الوظيفة فقط ، وإذا توظف لا يريد أن يعمل ولا يعطي العمل حقه ، والله الذي لا إله إلا هو إن بعض طلابنا لا يعرف تبديل حنفية تالفة فى منزله ، أو تصليح عطل بسيط فى سيارته فتلك مثال لمهارات بسيطة ورغم ذلك لا يعرفها ، أين يكمن الخلل ؟ الخلل فى سياسات التعليمية ولذلك الطلاب لا يحبون الدراسة ويكرهون المدرسة .
الإصلاح يبدأ بمصلحين وينتهي بصالحين ، غيرنا كل شيء ولم يتحسن تعليمنا ، فلنعيد النظر فى كل شيء فنبقي على الصح ونعترف بالخطأ ولا عيب فى تصحيحه ، أما أن تكون مشاكلنا التعليمية هى نفسها منذ عقود فالخلل إذاً بنا .
قرأت مرة حكاية من السويد عن أن القائمين على التعليم هناك لاحظوا كره الطلاب لمادة الجغرافيا علماً بأن تلك المادة خاصة بجغرافية السويد بحثوا عن الأسباب فوجدوا أن السبب يكمن بمقرر الجغرافيا حيث أنه ممل وكئيب ، فأوكلوا المهمة لكاتبة لديهم لتأليف كتاب جغرافيا مبدع ومشوق فأخذت 6 سنوات حتى خرجت بكتاب رائع أسمته ( نيلز ورحلته الرائعة عبر السويد ) فكان كتاباً رائعاً قرأه أولياء الأمور قبل الطلاب وقد تُرجم لـ12 لغة وحصلت على جوائز عديدة ، فالشاهد فى كل عمل توجد أخطاء ولا ضير فى تصحيحها ، كما أن إسناد الأمر لأهله من التوصيات النبوية التى للأسف نفتقدها فى مجتمعاتنا .
أخيراً أقول بأن نهضة التعليم لدينا مسئولية مجتمع بأكمله وتصحيح أوضاع التعليم مهمة عظيمة والسكوت عن المشكلات لا يحلها بل يجعلها تكبر مع مرور الوقت .
شاهد أيضاً
معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي
المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …