معلم نت| مقالات| أين ذهب الضمير ؟ بقلم الأستاذ حمد السهلي

الضمير ذلك الجهاز النفسي الذي فتر عند الكثيرين بل مات عند البعض  ، بعدما كان يعمل بصدق وجد واجتهاد ليقّيم ويقّوم السلوك ويردعالنفوس عن الخروج عن الطريق الصحيح ولذلك فلا نستغرب اليوم ازدياد الرياء والغش والنفاق والكذب واختلال ميزان العدل ، حتى باتغريباً بيننا ، رأيت يوما إعلاناً لعيادة كُتب فيه (نحن نداويكم بأمانة ) هل وصلنا لمرحلة أن يصبح الضمير الحي من النوادر  ؟ 

النماذج من هؤلاء كثيرة جداً من حولنا لو سطرتها لتعبت الأقلام ولكنني سأتطرق لأمثلة قليلة وقيسوا على ذلك بمن حولكم مهما بلغوا منالمناصب والشهادات  :

جلست يوماً مع أحد حراس المدارس والذي قضى 15 عاماً متنقلاً بين مدارس الكويت فسألته: ما المشكلة التى وجدتها مشتركة بين كلالمدارس التى عملت بها ؟ فقال خداع ما يسمى بفرق الصيانة فى المدارس بما يقومون به أعمال ظاهرها صيانة وباطنها غش وتدليس ، فعلاًشىء مخجل فالغالبية لا يتابعون فرق الصيانة ولا يحاسبونهم خاصة ممن لا يتورعون عن الغش فى أعمالهم التى أغلبها ترجع نفس المشكلةفى اليوم الذي يليه ، وتذكرت وأنا أسمع كلام الحارس ذلك الفني الذي جاء ليصلح خلل فى كاميرتين من كاميرات المراقبة الاثنى عشر فىمدرستي السابقة فتركته فى المكتب وعندما عدت إليه قال : كل حاجة تمام فشكرته وذهب وعندما دققت بالشاشة وجدت الكاميرات التى تعملفقط عشرة كاميرات فعرفت بأن الفني لم يصلحها بل قام بإلغاء الكاميرتين المتعطلتين من الشاشة وأوهمني بأنه أصلحهما .

أخيراً  أقول لقد رأينا غياب الضمير فى أحيان كثيرة فرأيناه عند تقييم الموظفين ، ورأيناه فى معلم لا يحترم مهنته فتجده يهمل عمله ويطمحللمنصب والمكافآت فقط ، ورأيناه فى رئيس قسم ضيع أمانة قسمه لا يتابعهم ولا يعلمهم إلا على التسيب والخمول ، ورأيناه فى مدير يساويبين من يعمل ومن لا يعمل ، ورأيناه فى مراقب وأعلى فى قراراتهم  وترشيحاتهم المتحيزة ، ورأيناه فى التكاليف والتفرغات ، ورأيناه ورأيناهوتعبنا من كثر ما رأينا ، ثم نقول لماذا لم نتقدم ؟ لماذا مشاكلنا تزيد ولا تنقص ؟ لن نتقدم ولن تنقص مشاكلنا إلا بمتابعة أهل تلك الضمائرومعالجتها من خلال المحاسبة فهي الكفيلة بإعادة تلك الضمائر للحياة واستقامتها على الطريق الصحيح وإلا فلا تتحدثوا عن التقدموالأزدهار أبداً .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.