المنهج الوطني الذي شتت أبناء وطني ، منهج الكفايات الذي لم يكتفي بما سببه من آلام للمتعلم والمعلم وولي الأمر ، خمس سنوات من التخبط والضياع فى منهج فشل فى معظم الدول العربية ومع هذا لا يزال أصحابنا متمسكون به رغم السلبيات العديدة والتى أقر وزيرنا بعضاً منها قبل سنوات .
نظام التقييم فى هذا المنهج يخضع لمزاج التواجيه وكل عام هم فى شأن ، ففي كل عام تخرج آلية جديدة للتقييم وامتازت هذا العام بزيادة عدد الاختبارات حتى بات المتعلمون وبوجوه تملؤها الكآبة يسألون المعلم عند بداية الحصة ( أستاذ اليوم فيه اختبار ) فقد أصبح المعلم يحضر للاختبارات أكثر من تحضيره لدروسه .
زيادة عدد الاختبارات ليست دليلاً على نجاح هذا المنهج ، بل أن زيادتها يدل على عقول متخبطة ، فالناظر مثلاً فى المرحلة الابتدائية (تلك المرحلة التى ظُلمت وسُحقت بأيدي وطنية) ، يلاحظ كثرة الاختبارات القصيرة ، اختبارات لم تمنح حتى الحرية للمعلم فى الاختيار لا للدروس ولا للوقت ، هل هذا انتقام التواجيه للمدارس عندما استبعدت عن التقييم أم أنه تخبط ذاتي ؟ وإلا ماذا يعني زيادة الاختبارات الى 8 اختبارات لمتعلم فى الصف الأول أو الثاني مثلاً فى مادة واحدة وكل متعلم لديه لا يقل عن 5 مواد دراسية ، إنكم بطريقتكم هذه أربكتوا الجدول المدرسي والمتعلم والمعلم وولي الأمر أيضاً .
أخيراً نقول بأن المرحلة الابتدائية مرحلة تأسيسية لا تحتمل كثرة التجارب ، فلتكن لديكم رؤية واضحة وآلية تقييم منصفة وثابتة لا تتغير مثلما تتغير الفصول وتراعي ظروف المتعلم والميدان الذي إلى الآن لم يستقر ولن يستقر .