جـرح الوافـديـن الـنازف
الوافدون إلى ديارنا ، لكل واحد منهم طموح يسعى إليه وهموم يحملها ، وفى وجه كل واحد منهم حكاية ، هم إخوان لنا وإن فرقتنا الحدود والسياسات ولكن تبقى أخوة الدين والتاريخ والإنسانية شامخة.
بالنسبة لي شخصياً تعاملت مع وافدين كثر، منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ، وهذا حال كل بلد ، ولكنني لا أحمل سوء البعض منهم عليهم جميعا، وسواء كان إنساناً خيراً أم لا؛ فذلك يعود لتربيته وأخلاقه أياً كانت جنسيته أو ديانته . إن غالبية معلمينا الوافدين قمة فى الأخلاق والاحترام ، والقوانين والنظم لا توضع بناء على الأخلاق بل توضع لتنظيم العمل وإعطاء كل ذي حق حقه مع بعض الامتيازات لجذب تلك العقول لنا ، فكلما كانت مستويات العقول القادمة لنا ناضجة وعلى خلق كلما ارتفع مستوى عقول وأخلاق أبنائنا وبالتالي عقول افراد المجتمع ككل .
قبل ما يقارب الأربع سنوات صدر قرار قلب كيان الوافدين رأساً على عقب وجعلت الغالبية فى سلك التعليم تغادر ، ودون الدخول فى التفاصيل فقد تم خصم 90 دينارا من جميع الوافدين كبدل سكن ليصبح فقط 60 دينار، وهو لا يفي بإيجار دراجة مائية لثلاث ساعات فكيف بإيجار شقة شهراً كاملاً ، إنه أقل من بدل منطقة نائية لوافد ، بل أقل من وجبة عشاء عائلية لليلة واحدة ألا يكفي المعلم الوافد ما يدفعه هنا وهناك على الإقامة والصحة وغيرها ، إنها فعلاً معاناة وكثير من الوافدين يئن بصمت .
هناك وزارات تؤجر عمارات فقط لموظفيها تكريما لهم ، فكيف بمن حمل رسالة العلم ، نحن لا نقول استأجروا عمارات لهم ولكن على الأقل كونوا عوناً لهم وأعيدوا لهم ما قُطع منهم خاصة ممن عائلاتهم معهم حالياً ، وإن كان كل ما سبق قوله لا يعجب قيادات الوزارة فليكن مثلاً علاوة سنوية لكل وافد 10 دنانير وهو مبلغ زهيد بالطبع يستحقه كل وافد مجد ونشيط وهذا أقل من حقه ، بدلا من الزيادة السنوية والتي تبلغ 5 دنانير والتي لم تصرف للكثير منهم، أما السيء منهم إن وجد فأنا أشد على يد الوزارة فى سرعة ترحيله وعدم بقائه أياً كان منصبه وعمله خاصة أن كان فى سلك التعليم .
أخيراً قلت ما لدي لاقتناعي التام به رغم أنه لن يعجب البعض ولكن إرضاء الناس غاية لا تُدرك ، فلعل صوتي يصل لأهل القلوب الإنسانية لمراعاة فئة يعيشون معنا وقدم الكثير منهم الغالي والنفيس لتعليمنا ولا يزالون .
تعاملت معكم أستاذ حمد في الواقع العملي و لمست فيكم الرقي و الاحترام و الأدب و تعاملت مع أستاذ أحمد ولدكم الخلوق المهذب زميلاً ورفيقاً في العمل فما وجدت منكم الا كل خير .
بوركتم و جعل هذا الكلام الطيب في ميزانكم
ويكفينا و يثلج صدورنا أن نجد من يشعر بنا ويسعى لتعويضنا ،
رفع الله قدركم و أعلى ذكركم و حفظ بلادكم بالطيبين أمثالكم
كلام صحيح ويلامس قلب كل مسلم يعرف تماما ان الرزق من عند الله. وثانيا ان احترام الاخرين وتقديرهم من خلق النبي الأمين. وثالثا انه لايمكن لاي دولة ان تعيش فقط بمواطنيها من اجل النماء والزيادة لكن الفرق هو في احترام دور كل منهم وعدم استصغاره. انا شخصيًا حينما اسمع مثل هذا الكلام اذكر نفسي بأيام الغزو التي كانت محنة واختبار لاعتبر واتعظ ان لايوجد ما هو دائم