على حين غفلة عصفت ببلادنا الكويت ودول العالم جائحة عظيمة(فيروس كورونا) لتواجه الحكومة أشد تجربة بعد الغزو العراقي الغاشم لتكشف حساباتنا بوضوح وتقيم استعداداتنا الواقعية
ووزارة التربية كانت من أهم المتأثرين بالحالة الصحية وأهمها قرار إيقاف الدراسة لحين إشعار آخر
ويصبح الوزير الجديد في مواجهة هذا الحدث المفاجئ وتحمل جميع تبعاته وأهمها مدى إمكانية استئناف الدراسة ووسائل مواصلة التعليم بطريقة أخرى وهو التعلم عن بعد
فتنعقد اللجان لإيجاد حلول بديلة تتراوح بين إنهاء العام الدراسي أو تأجيله( وفقا للحالة الصحية) وكذلك اللجوء لتقنية التعلم عن بعد لأهميتها وخاصة في مثل هذه الظروف
ولم يجد الوزير مايسعفه من الوزارة فيضطر أن يستعين بعقول من خارجها للاستفادة من مقترحاتهم التي خرجت إلى النور في صورة مجموعة من القرارات الاحترازية منها استئناف الدراسة في شهر أغسطس يعقبه تعديل للتقويم الدراسي
أما فيما يخص التعلم عن بعد الذي لم يكن مفعلا من قبل ولم يكن سوى مشاريع تعليمية مهملة باستثناء البوابة التعليمية التي لم يكن لها فائدة للمتعلم سوى التعرف على النتائج وأهملت وظائفها الأخرى التي تخص الناحية التعليمية
ولاننكر إذا قلنا أن هذا الوباء كشف عن قصور كبير وعدم استعداد لاستخدام التقنيات الحديثة في التعليم متسائلين أين المشاريع التعليمية التي أنفق عليها الكثير؟
ليتضح أن الوزير قد ورث من المشاريع الورقية التي لاتمثل الواقع
وأن الوزارة لم تستعد والمجتمع لم يعد
ونظراً
لعدم تأهيل وتدريب المتعلمين على هذه التقنية فإن جميع المحاولات لتفعيلها الآن لاتجدي ولاتنفع وهدفها تحسين الصورة فقط
من حقنا جميعا أن نتساءل أين برامج الجودة وتحسين الأداء والمدارس المطورة والفاعلة التي كلفت الوزارة الشيء الكثير؟
ماذا حصل لمشاريع التابلت والفلاش ميموري وخدمة الإنترنت في المدارس؟
الإجابة واضحة لكل من له صلة بالميدان أن كل تلك المشاريع والبرامج والخطط ما هي إلا أوراق وسجلات فاخرة يطّلع عليها الزائر الذي يعلم أنها لا تعكس الواقع ولاتمثله
إذن أين الخلل؟. في رأيي يكمن الخلل في طريقة اختيار شاغلي الوظائف القيادية والوسطى( الإشرافية) وكذلك برامج إعداد القادة لتطوير مهاراتهم القيادية وليعلم الجميع أن طريقة الإختيار سابقا في تلك الوظائف تغلب عليها الواسطة والمحسوبية والولاء ولا تقوم على أساس مبدأ الكفاءة والأحقيه مما يؤدي إلى خسارة الميدان لقادة أكفاء وخلق أتباع لهم يقدمون الولاء والخدمة لمن أوصلهم. ليتحول البعض منهم إلى جاهل لايعلم أن جهله يعيق التطوير ويحارب الإبداع ليتحول إلى نمر من ورق يتكلم عن الخطط وهو يعمل بصورة عشوائية يفاخر بضخامة البريد على مكتبه وهو لا يعلم أنها تعبر عن فشله الإداري وسوء توزيع لمهامه يدعي دائما بضيق الوقت وكثرة انشغاله وهو غارق في تفاصيل لاتخصه أو غير مهمة
وأخيرا كلما طال بنا السير على الطريق الخطأ يصعب علينا العودة نحو الوجهة الصحيحة
ومن لم يعد نفسه أثناء الرخاء لا تسعفه الحلول خلال الشدة وكما قيل سابقا إن فساد العقل لا يقل خطورة عن فساد الخلق وإن مانحصد نتائجه الآن هو نتيجة حتمية لإبعاد الكفاءات والمصلحين عن الوظائف القيادية والإشرافية وتعيين الشخص غير المناسب هو ما أوصلنا لمانحن عليه الآن وحتى نبدأ من جديد فلنصلح الرؤوس ليصلح كل شئ.