قرأت مطالبات هنا وهناك بسرعة التكويت فى الوظائف على حساب فصل وافدين وقطع أرزاقهم بحجة أن الأخير سبباً فى تدمير البلدوانتشار الفساد به، وصراحة لم أعهد قومي بهذا القلب القاسي الذي عم الوافدين بجريرة بعضهم .
أنا مع التكويت المستند على قاعدة ( الشخص المناسب فى المكان المناسب ) وضد التكويت العشوائي الذي أوصل البلد لهذا الحال ، هناك من أهل البلد من هو أشد لؤماً وأكثر فساداً من الوافد ، ليس كل الوافدين سيئون ، وليس كل الكويتيين صالحين ، فليكن المبدأ بأن الكفاءة والإخلاص هو المبدأ الذي نسير عليه دون النظر لجنسية الشخص أو لونه .
إن الناظر اليوم للوافد الفاسد يجد خلفه مواطن يسنده أو سهل له الفساد أو أشركه معه فلا نلقي اللوم على الوافدين برمتهم فأجدادهم شاركوا أجدادنا فى بناء هذا الوطن ، إن تاريخ الكويت المنصف يشهد تلك العلاقة منذ قيام أول مدرسة نظامية فى الكويت عام 1911 حيث كان مديرها وافد ونصف معلميها وافدين ، وأول دائرة للإقامة والجوازات أسسها وافد، وأول محطة إذاعية عام 1959 أسسها وافد، وتولى الوافد مديراً للأمن فى محافظة الأحمدي، وأول حضانة أطفال أسسها وافد، وتولى مدير التعليم بداية الخمسينيات وافد، هذا غير الوافدين الذين صاهروا الكويتيين ودخلوا معهم فى علاقات أسرية وتجارية، والبعض ولدوا فى الكويت ، هذا غير من علمونا فى مدارسنا ، فلا نهضم حقوقهم ولا ننسى فضلهم وإلا أصبحنا جاحدين .
يؤلمني حقاً ما أقرأه وأسمعه من شتائم وسب هنا وهناك وكأن الدين لا يربطنا يقول ﷺ : (من هجر أخاه سنة فقد سفك دمه) رواه البخاري وصححه الألباني فكيف بمن فوق الهجر قام بشتم أخيه وسبه؟!
اعلموا يا إخواني بأن هذا هو أهم هدف لدى أعدائنا؛ الذين يعملون ليل نهار لتفرقتنا، وقد نجحوا نوعاً ما فى ذلك وسيواصلون النجاحات إذا لم نرجع لديننا ونعتز بثوابتنا الدينية ونحترم إخواننا، انطلاقاً من أخلاقنا لا من أخلاقهم، ونعلم بأن الوزر لا يحمله إلا صاحب الوزر، وإن كنا نريد لبلدنا الخير فلنسارع بأن نضع من يستحق المنصب فى منصبه كويتياً كان أم وافداً ، وأن نقطع دابر الفاسد أياً كانت جنسيته حتى وإن كان كويتياً فالمقياس هو الإنتاجية وماذا قدم للبلد الذي يعيش على أرضه ويأكل من خيره ؟