الخيار الحكيم في ظل الواقع الأليم بقلم: أ.منى نهار المطيري

تتعدد وسائل التقويم وأدواته، ولا تعدو الامتحانات الورقية أن تكون إحدى هذه الوسائل، وإن ظلت الوسيلة الرئيسة في كثير من الأنظمة التعليمية.

والواقع يؤكد أنه لا عيب في تلك الامتحانات في ظل تكاملها مع وسائل التقويم الأخرى، والتزامها بمعايير إعدادها مثل الشمول والصدق والثبات، لضمان فاعليتها كأداة تشخيصية وعلاجية لنظم التعلم، ولمسار العملية التدريسية.

ولكن هل عقد امتحانات ورقية لطلبة الصف الثاني عشر في العام الحالي 2021/2020يحقق التكامل مع وسائل التقويم الأخرى ويطبق المعايير التي تحكم نجاح هذه الأداة في قياس ما أعدت له؟

الحق أقول: حتى وإن اتسم الامتحان بكل المعايير والضوابط، تظل هناك فروق في نتائج المتعلمين بفعل الاختلاف بينهم في جملة أمور، لعل أبرزها:

1- مدى الدافعية نحو التعلم.

2- معدلات الثقافة والتفكير، التي تختلف من واحد لآخر.

3- المعارف والفرص والمهارات التي سيتناولها الامتحان .

4- اللجوء إلى الغش أثناء الامتحانات.

بالإضافة إلى أن تجربة التعليم عن بعد لم تكن خالية من التحديات والسلبيات التي يتمثل أهمها في:

– انعدام البيئة الدراسية التفاعلية الجاذبة التي تزيد من مستوى استجابة المتعلمين في هذا النوع من التعليم.

– اقتصار المادة التعليمية على الجانب النظري من المناهج في أغلب الأحيان، واختصار التجارب الحيّة رغم ما تحققه للمتعلم من فائدة.

– تفاوت الجاهزية بين هيئات التدريس من حيث توافر التجهيزات، والتمكن من تقديم محتوى المادة العلمية  عن بُعد بالكيفية والأسلوب الأمثل.

⁃مدى قدرة الأسرة على تقديم المساعدة لأبنائها وحثهم على الانتظام والالتزام بمتابعة دروسهم .

في ظل هذه العقبات وغيرها يبقى تقييم المتعلمين الكترونيا هو القرار الحكيم الأليم وذلك لعدة اعتبارات منها:

-المساواة مع زملائهم في التعليم الخاص.

– رفع المعاناة النفسية والمالية عن كاهل الدولة والمعلمين والمتعلمين معا.

– عدم تحميل المتعلمين تبعة العقبات والتحديات التي واجهت التعليم عن بعد.

– نجاح هذه الدفعة ليس عقبة كؤودا أمام المجتهدين والفائقين لأن المعدلات المرتفعة لا تضمن تعليما جامعيا ناجحا لمن هو ليس أهلا له، كما أن اختبارات القبول تضمن حصول المجتهد على فرصته واستبعاد غيره.

ولذلك كله فان من الواجب أو المفروض أن ننصف دفعة 2921/2020 بأداء امتحاناتهم إلكترونياً، إذ من  الحكمة أحيانا تجاوز المرحلة الاستثنائية بقرار استثنائي وإن كان مؤلما.

الموجهة الفنية / منى نهار المطيري

عن moalem

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.