معلم نت | مقالات | مالم تعلّمه لنا المدارس!! بقلم الأستاذ حمد السهلي

المدارس تلك المؤسسات التعليمية التى تتجاوز مخرجاتها سنوياً 40 ألف متعلم ومتعلمة ، ميادين التعلم هذه مثالية نوعاً ما، يتخرج منها المتعلم لينتقل للعالم الخارجي ذلك العالم الأكثر تحدياً وقسوة لينصدم الكثيرمنهم للفرق الشاسع بين العالمين.

يجد المتعلمون بأن المدرسة للأسف لم تعلمهم أموراً كثيرة لا تقل أهمية عما يدرس الآن ، وليسمح لي القارئ الكريم بأن يتجول معي لنطوف ببعض تلك الأمور مما لم تعلّمه لنا مدارسنا .

يتذكر كل متعلم بأن المدرسة تأخذ منه ديناراً بداية السنة لتعيدها له نهاية السنة دينارين أو ما يسمى بالمقصف التعاوني ، ولكن المدرسة لا تعلمه ماهو المال ؟ وكيفية التعامل معه ؟ لا تعلمه كيف يدير أولوياته وبالتالي يدير أمواله؟ ولا تعلمه أهم القواعد الأساسية للمال بتدريب النفس وكبح جماحها عن الإسراف وكما قال الفاروق عمر: مستغرباً لصحابي اشتهى لحماً فشراه فقال له الفاروق: أوكلما أشتهيت شيئاً اشتريته؟ قانون يُدرس اليوم عند الغرب .

يتعلم المتعلمون في المدرسة أن الإنسان اجتماعي بطبعه ويسعى لتكوين الأسرة رجلا أو امرأة، ولكنها لا تعلمك ماهي فنون إدارة الزواج ؟ ماهو دور الزوج والزوجة وماهي حقوقهم وواجباتهم؟ ، لا تخبرك أن الزواج هو العلاقة الصحيحة المقدسة التى لا تبنى على مصالح ، ولا على أقطاب متناحرة. المدرسة لا تعلمك كيف تكون زوجاً صالحاً؟ لا تعلمك فن إدارة المشكلات بين الزوجين ، تربية الأبناء ، معاملة الزوجة ، لذلك ظهرت أجيال تخاف الزواج وتتهرب من المسؤولية.

المدرسة لا تعلمك كيف تكسر تلك القاعدة الموجودة فى مخيلة كل متعلم بأنه يتعلم لكي يتوظف لا لكي يتعلم وترتقي نفسه وبالعلم يتعرف على ربه فيعرفه حق معرفته فيعبده العبادة الصحيحة ، لذلك فالمعلم والمتعلم والمجتمع يعملون لا من أجل العلم بل من أجل التوظف، فقتلوا روح التعلم والشغف نحو العلم فتحول العلم للأسف من غاية إلى وسيلة.

المدرسة لا تعلمك بأن والديك يفرشان لك الطريق للتعلم ويذللون الصعاب لك لسببين، الأول: بأن تكون حياتك أفضل من حياتهما. والثاني: بأن ترد لهما الجميل عند كبرهما ، لذلك فأنت المسؤول الأول والأخير عن تقدمك أو تأخرك فى التعلم والرقي فإن أخفقت يوماً فليس هما السبب بل أنت.

عالمك المدرسي المثالي نسبياً يختلف عن عالمك الخارجي وليس بالضرورة أن ما يفعله الكبار دائماً صحيح ، إنها الأخلاق والتربية التى نشأ عليهما كل واحد منا هى من تحدد سلوكياتنا ، لذلك خذ أخلاقك من الأنبياء والرسل عليهم السلام ، كون لك مبادئ وقيم صحيحة وأثبت عليها ، ولا تتأثر مادمت على الطريق الصحيح وإن كنت وحدك، أعلم بأن السارق سارق وإن سرق عود آراك ، والكاذب كاذب وأن لون كذبه بالبياض ، تحلى بالصدق والأمانة والحياء والتواضع فلم نسمع أو نقرأ عن أحد تمسك بتلك الأخلاق وضاع .

وأخيراً هذا غيض من فيض لم نتعلمه فى المدارس بل تعلمناه من الحياة ، ولو تعلمناه فى المدارس لاختصر علينا الوقت والجهد ولكانت صفعات الحياة علينا خفيفة  .

عن المحرر

شاهد أيضاً

معلم نت | مقالات | اليوم العالمي للمعلم بقلم: أ.حمد السهلي

المعلم تلك الشمس التى أضاءت دروب الحياة لنا، كان قدوة ويبقى قدوة وإن جار عليه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.