واجه التعليم فى الكويت تحديات ومشكلات كانت من صنعنا نحن فالدولة ولله الحمد تملك المال والعقول التى تدير بها هذه العملية لكننا نجد المال يتبدد هنا وهناك ولا يصب فى مصلحة المتعلم ، إما العقول النيرة فهي أما مقيدة أو لا يلتفت لها.
قرأنا بالأمس عن مشروع جديد تقدم به عضو مجلس الأمة د.حمد المطر بالإضافة إلى أعضاء لجنة شؤون التعليم فى مجلس الأمة تحت مسمى ( استراتيجية تطوير التعليم ) وتتضمن هذه الاستراتيجية جانبين أولها الحوكمة وثانيها ضمان الجودة لتطوير التعليم بهدف الرقي بالتعليم ، لم يشرح لنا د.المطر أي تفاصيل أخرى ، على أساس أن اللجنة اجتمعت مع فرق أكاديمية وأهل اختصاص لرسم تلك الاستراتيجية وهذا جيد بفرض صدق النوايا الاصلاحية.
مصطلحات مثل (الحوكمة) و (ضمان الجودة) هى مصطلحات غير متداولة بكثرة بين أهل الميدان فإن كانت تعني ترتيب الأوراق وإعادة صياغة الأدوار للعاملين بالميدان، مع تطبيق الأساليب الحديثة فى التعليم وبالتالي تحسين المخرجات ومتابعة تلك العمليات متابعة دقيقة وتقييمها باستمرار فإن تلك العمليات تحتاج لجهاز متكامل تابع لوزارة التربية إدارياً لا عملياً ، يرأسه وزير آخر أو وكيل يهتم بمستوى التعليم ومواكبته للنظم التعليمية الحديثة فتتفرغ الوزارة للأمور الإدارية بينما هذا الجهاز عليه الأمور التعليمية إصلاحها ومتابعتها وإرسال تقارير دورية عن سير الخطط ومتابعة تطور التعليم على مستوى العالم ويشرف عليه خيرة أهل الاختصاص فهذا أمر رائع بشرط تهيئة الميدان لذلك أولاً قبل البدء بتلك الخطوات .
لذلك فقبل البدء بتطبيق أي مشروع (على افتراض بأن المشروع تمت دراسته جيداً ودراسة جدواه التعليمية) بأن يبدأ بعينة للتجربة ولتكن مثلاً مدرسة فى كل منطقة تعليمية فإن نجح يعمم وإلا فيضم لما سبقه من مشاريع فاشلة .
ولا ننسى بأن نهمس في أُذن اللجنة بأن أي مشروع لا يتضمن تغييراً لساعات الدوام المدرسي ومراعاة العمل فىالشتاء والصيف وتخفيف المواد الدراسية وحذف الحشو الزائد منها وانتقاء لجان الاختيار لاختيار صفوة المعلمين وتوجيه ميزانية الوزارة نحو مصلحة المتعلم ، وتقنين البذخ هنا وهناك ( تجهيز الكنترول بمليون ونصف دينار مثالاً )، وتعديل زمن الحصص وعودة حصص النشاط بصورة أكثر مصداقية ، وفتح قنوات التواصل بين البيت والمدرسة بشكل مكثف وحفظ مهنة التعليم من القادمين إليها من وزارات أخرى لأجل الكادر ، وغيرها من أمور لا تخفى عنالمسئولين (بنود صرف الميزانية مثالاً)، مع أهمية إشراك أهل الميدان الصادقين والمشهود لهم بالصدق والأمانة فكلالمشاريع لن تجدي نفعاً مهما بلغت من التقنية والتطور ، الأمانة والصدق فى العمل أساس الإصلاح .
أخيراً نسأل الله العلي القدير أن يعم الخير والعلم والتقدم بلادنا وأن يزدنا من فضله ويحفظ الكويت وأهلها من كل سوء اللهم آمين .