مع التقدم السريع فى العالم فى مجال التربية والتعليم إلا أننا نرى ونسمع عن التراجع السريع فى مجتمعنا فى ذات المجال رغم الميزانية الهائلة التى تصرفها الدولة على هذا القطاع والتى تفوق المليارين والنصف دينار سنوياً والذي لا ينال منه المتعلم إلا ما يقارب 1 بالمئة أو أقل .
توسعت قطاعات وزارة التربية وتشعبت مهام أفرادها ورغم ذلك تكررت مشكلاتها دون حلول ناجعة ولا غرابة فى تكرار تلك المشكلات إذا علمنا مدى التشتت فى قطاعات الوزارة وإداراتها وكل واحدة منها تعمل فى واد ، فلا الوزارة تعلم بما يدور فى المناطق التعليمية ولا المناطق التعليمية تعلم بما يدور فى الوزارة ، بل إن كل إدارة فى مبنى الوزارة ليس لديه اي فكرة عما تعمل الإدارة فى الطابق الذي أعلاه .
لذلك يجب أن تستحدث إدارة خاصة تابعة للوزير مباشرة تضم خيرة الموظفين من إدارات الوزارة ذات العلاقة مثل (الخدمات – الصيانة – التكييف – الهندسة – المخازن .. الخ ) وتختص هذه الإدارة بمعالجة مشاكل المدارس طوال العام وتعطي تقاريرها الشهرية للوزير فمن المعيب حقاً بأن نترك تطور الأنظمة التعليمية والتربوية وتطوير المناهج وطرق التدريس ومتابعة التكنولوجيا الحديثة لكي ننشغل بمشكلات سخيفة تقف الوزارة بقياداتها عاجزة عن حلها وترمي الكرة فى ملعب الإدارات المدرسية رغم أنه يفترض عدم وجود تلك المشكلات أساساً ، إن كانت الوزارة راغبة فى ذلك فلتزيد ميزانية المدارس وتطلق أيدى المديرين فى التصرف حسب الحاجة .
إن القيادة وحسن الإدارة هو ما يفتقده الغالبية من المسؤولين وهذا ليس فى وزارة التربية فقط بل فى كل وزاراتا لدولة بل إن ذلك ما يعيبنا كعالم عربي ندين بالإسلام ذلك الدين الذي قام وانتشر بفضل الله تعالى ثم بفضل القيادة الصحيحة وحسن الإدارة ، فكانوا يتخيرون أهل المناصب ويسمعون ما يقال عنهم ويتابعون ويقيمونهم ويحاسبونهم، فهل سمعتم أو رأيتم اليوم عن الأنشطة الإبداعية عند المسؤولين ؟
أخيراً إن كنا نريد تقدماً فلا بد من التخطيط وإعادة تقييم كل شيء ولا تخطيط بلا إدارة ولا إدارة بلا رقابة ومحاسبة، وكما أن الله سيحاسبك على منصبك فى كل صغيرة و كبيرة فحاسب عملك وإنجازك ومع الوقت ينسى الناس تقصيرك ولكن الله لا ينسى محاسبتك أياً كان منصبك ، إن كنتم تريدون التغيير للأفضل فهذا ما قلت وإلافإنني أعتذر على إضاعة أوقاتكم معي .