الغش الذي نشاهده اليوم فى مدارسنا لم يكن وليد الصدفة بل هو تراث خلفه الكبار للصغار ، سكتت عنه الدولة فتمادى الكثير فأصبح مهنة تدر الأموال .
حالات الغش تتزايد ومستوى التعليم فى انحدار، وأموال الدولة للتعليم لم تنفق للتعليم بل مكافآت ولجان ، ولم يتحسن مستواه منذ سنوات، فأين الخلل ؟
الخلل يكمن فى فساد القلوب وسوء النوايا عند أهل القرار وأصحاب الشأن التربوي ، بالأمس قضية تسريب اختبارات من عناصر تربوية يفترض أنهم قدوات، فلماذا نعتب على الطلاب مادام هناك عناصر فاسدة فى الجسد التربوي ؟
الخلل يقع على وزارة التربية فى سماحها بتدنيس الميدان التربوي بفئة لا تمت للتربية بصلة ، فئة متدنية الأداء وقد يكونوا من أهل الشهادات المزورة .
الشبكة التى تم القبض عليها فى تسريب الاختبارات ليست الشبكة الأخيرة ولن تكون الأخيرة بل هناك شبكات لم تُكشف إلى الآن، فالخلل من عمق الميدان لا من الطلبة، لذلك قبل القبض على الطلاب الغشاشين يجب القبض على الغشاشين فى الوزارة بشكل عام ومن داخل الميدان بشكل خاص ومحاسبتهم والتدقيق على الشهادات، خاصة ذوي الشهادات العليا ، إن كنا نريد الإصلاح حقاً .
هذه الشبكة لها عدة سنوات وهى تبتز الطلاب إضافة الى جريمة تسريب اختبارات سرية، فسكوت المسؤولين كل هذه السنوات هىي مشاركة معهم فى الجرم .
فغياب القدوات أوجد فراغا كبيرا لدى الجيل فى انتهاج سلوكيات غريبة لذلك فالوزارة بحاجة لنفضة شاملة لتصحيح مساراتها مع حضور النية السليمة والاجتهاد بالإصلاح حينها لن نجد طالباً واحد يفكر بالغش، فلو سلمنا بفساد الدولة فإن التعليم هو الحصن المنيع الذي يصلح الدولة لا أن يتمرغ بالفساد فماذا بقي إذاً لنا من قيم وأخلاق ؟