نحتفل هذه الأيام بنعم الله تعالى علينا بذكريات الاستقلال والحرية، وعلينا شكر الله وحفظ هذه النعمة ، وهذا الشكر يكون بالأفعال والتضحيات من أجل هذا الوطن العزيز ، وأن لا يغيب عن أعيننا وعقولنا بأن هذه الدنيا دارامتحان وابتلاء وإن أرتنا وجهها الجميل فهذا لا يمنع بأن نحذرها ونعد العدة لوجهها القبيح ولنا فى التاريخ دروس وعبر ولنا لما يجري حولنا من زلازل وبراكين وتدهورات وإفلاسات واختفاء دول أعظم العبر .
حب الوطن ليست شعارات ترفع هنا وهناك وليست أهازيج وأغاني صاخبة بل أنه فطرة تولد مع الإنسان ومن يسيء لوطنه فقد اختلت فطرته وانحرفت أخلاقه وأصبح وبالاً على الوطن وهنا يكون هذا الإنسان أشد خطراً منأعداء الوطن .
نحتفل وأعيننا على وطننا ونتساءل ما الذي قدمنا له ؟ هل حافظنا عليه ؟ هل قمنا بواجباتنا نحوه على أكمل وجه ؟نحتفل وعقولنا تفكر فى رفعة هذه الدرة لتكون الأفضل بين الأوطان ولكي يتحقق ذلك يجب علينا ما يلي :
(1) لا نرضى بالفساد مهما كان و ممن كان ، فإن رضينا بالفساد وصفقنا للفاسد فنحن مثله تماماً لا ننقص من آثامه شيء .
(2) نحذر من الرخاء والنعمة فقد كان الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم يخافون إن بسط الله الدنيا لهم لذلك فهم يعدون العدة لزوالها فى أي لحظة .
(3) لن يبني وطننا غيرنا فإن كنا صادقين فى ذلك البناء سنرى تقدمه واقعاً بيننا، وهذا ما يجب على كل معلم ومربي أن يفعله تجاه الأجيال ويشعر بعظم الأمانة ويؤديها كما أمره الله تعالى ، وهذه الأمانة ليس المعلم فقط مني حملها بل قيادات التربية من الوزير إلى عامل النظافة بالمدرسة وحارسها ، ومن خارج الميدان الوالدين والإعلام والمسجد ، يجب على الجميع أن يساهم بصنع متعلم صالح لنفسه ومجتمعه .
(4) هل تعلمنا من تجاربنا لكي لا نقع فى الأخطاء ؟ هل تعلّم قيادات التربية من تجاربهم السابقة لكي يصححوا المسار ونتفادى الأخطاء؟ وإن المشكلة لن يحلها تكرار نفس الطريقة الفاشلة ، يقول اينشتاين: أنه من الحماقة أن تعتقد بأنك ستحصل على نتائج مختلفة وأنت تكرر نفس الطريقة .
أخيراً يقول المثل : الكل يدعي حب الوطن ولكن لا أحد يزرع في رصيفه ورده ، حبك واحترامك لوطنك يفرض على أي زائر أو مقيم احترامه له ، ومن أهان وطنه فلا ينتظر من أحد أن يحبه ويحترمه ، فاحرصوا على الكويت وارفعوامن شأنها داخلياً وخارجياً بالأخلاق أولاً وبالعلم ثانياً ، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وأدام عزها ورفعتها في ظل آل الصباح الكرام اللهم آمين .